د. فهيم اللي بيقول فيه زرقا؟ أنا مش مصدق وداني!
د. فهيم :
لا صدق ودانك يا توفيق، أخيرا الأستاذ الدكتور فهيم فهم واتعلم. التعليم اللي احنا بنتعلمه في المدارس والكليات والوظايف ده مش تعليم، دي كلها مجرد معلومات بنحشي بيها مخنا زي الكوسة لما تنحشي بالرز، أو الكيس الدمور لما ينحشي بالقطن، مجرد حشو، ويفضل إحساسنا زي ما هو، إحساس جاهل غير متعلم، إحساس ما عندوش إحساس، ما بيحسش، ما بيحسش حاجة إلا جسمه، جسمه هو وبس، ما يحسش إلا الإبرة اللي بتغرز في جسمه، إنما الإبرة اللي تدخل في جسم غيره! السكاكين اللي تتقطع بيها أجسام الناس التانية هو ما يحسش بيها، طالما هي بعيدة عن جسمه. (د. توفيق يمسك رأسه ويبكي بصوت مكتوم.)
د. فهيم :
الكلام ده يا توفيق لازم يخليك تبتسم وتضحك مش تبكي.
توفيق :
أنا بابكي لأني أنا اللي عايش وباسمع الكلام ده، كان نفسي شرف الدين هو اللي كان عايش وهو اللي يسمعه، هو اللي بيسمعه من أستاذه الدكتور فهيم، أستاذه اللي صدقه وآمن بيه، آمن بيه لغاية آخر نفس، لغاية آخر لحظة من عمره.
د. فهيم :
شرف الدين فهمني قبل ما أفهم أنا نفسي، شرف الدين حس بي قبل ما أحس أنا بنفسي، شرف الدين سبقني. فيه ناس بتسبق يا توفيق، دايما فيه ناس بتسبق واحنا بنتعلم من اللي سبقونا، واللي جايين ورانا يتعلموا منا، هي دي الحياة يا توفيق، واحد ورا التاني، واحد ورا التاني، والإنسان هو اللي يسبق.
المشهد الأخير (المسرح مضاء جيدا وخال.) (تدخل من ناحية اليمين نادرة ومن خلفها يسير شهدي ثم شرف الدين ثم فهيم ثم توفيق ثم تفيدة ثم السجان ثم الوالي. يجتازون خشبته بهذا الترتيب؛ نادرة في المقدمة والوالي في المؤخرة، حين تصل تفيدة إلى منتصف المسرح يتقدم السجان خطوة ويمسك ذراعها ويسيران معا. حين يصل الوالي إلى منتصف خشبة المسرح يقف ويستدير مواجها الجمهور.)
Halaman tidak diketahui