ثمن الكتابة
إهداء
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثاني
ثمن الكتابة
إهداء
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثاني
Halaman tidak diketahui
الزرقاء
الزرقاء
تأليف
نوال السعداوي
ثمن الكتابة
مقدمة قصيرة
لا أجيد كتابة المقدمات، يمكن أن أكتب قصة من ألف صفحة، ولا أستطيع كتابة مقدمة من نصف صفحة، أما رفيقة عمري فهي شخصية عصية على الفهم، تكتب في النوم كما تكتب وهي صاحية، لا تهتم بدورة الأرض حول نفسها، أو دورتها حول الشمس.
تضحك وتقول: نحن أحرار، ندور كما نشاء؛ حول أنفسنا، أو حول غيرنا، أو لا ندور.
لكن عقلي يدور، رغم مشيئتي، في النوم كما في اليقظة.
أصحو من النوم كل صباح على رنين الجرس، صوتها يأتيني من حيث تكون، في أي مكان فوق كوكب الأرض، هي تعشق السفر منذ كانت طفلة، لا تعود إلى الوطن حتى ترحل، مهما ابتعدت وطال الغياب، أراها أمام باب بيتي، بحقيبتها العتيقة بلون النبيذ الأحمر، حرقتها الشمس وأغرقتها الأمطار في الجنوب والشمال، أصبحت أقل حمرة مما كانت، وإن ظلت حمراء اللون، متينة العجلات قوية العضلات، أقل قوة بمرور الزمن، تجرها من خلفها وهي تجتاز المطارات والمحطات، تنزلق وراءها بخفة فوق الشوارع المرصوفة الناعمة، وتغوص بثقلها في الأزقة حيث الحفر والمطبات، مليئة بالكتب وملابسها وأوراقها، مقبضها متين لا ينخلع، يحمل اسمها، داخل قطعة من البلاستيك الأبيض بحجم كف اليد.
Halaman tidak diketahui
اسمها الثلاثي كان مسجلا في أقسام وزارة الداخلية والشئون الاجتماعية ومصلحة السجون وإدارات الرقابة على النشر والكتابة والمصنفات الفنية.
يحملق ضابط الشرطة بمطار القاهرة في اسمها الثلاثي، يتأمل صورتها في جواز سفرها، يبتسم في وجهها: حمد الله ع السلامة يا أستاذة. يدق بالمطرقة على جواز سفرها فتدخل. وإن وصلت القائمة السوداء إليه قبل عودتها، يعتذر لها برقة ورثها عن أمه، يناولها كرسيا لتستريح وكوب ماء: آسف يا أستاذة، عندي أوامر لازم أنفذها. وإن كان عضوا بحزب الجهاد أو داعش أو حزب الحكومة، يكشر عن أنيابه مبرطما بصوت غليظ، ويحجزها مع حقيبتها في غرفة الحجر الصحي؛ حيث تلتقي بأنواع مختلفة من البشر، بعضهم مرضى بالجذام وأنفلونزا الخنازير، وبعضهم مصاب بالجنون أو الكفر، منهم الكوافير سوسو، كان شهيرا في الحي الراقي بجاردن سيتي، اكتسب ثقافة نادرة من الحلاقة للنساء والرجال، أصابعه ماهرة تدرك أفكارا مدهشة في الرءوس التي تغوص فيها، يأتي سكان الحي الراقي إلى محله الأنيق بشارع التنهدات، نساء ورجال من المثقفين أو الطبقة العليا، يؤمنون أن الإنسان تطور عبر ملايين السنين من فصيلة الثدييات على رأسها الشمبانزي الأم الكبرى، وأن الأرض كروية تدور حول الشمس وليس العكس، وأن الكون نشأ بالصدفة البحتة حين حدث الانفجار الكبير وانتشرت في الفضاء ذرات، تناثرت وتجمع بعضها لتكوين أول مادة أو أول كتلة مادية في الوجود.
وكان من زبائن الكوافير سوسو، أيضا، البوابون والطباخون في قصور الباشوات القدامى والجدد في جاردن سيتي، منهم الحاج منصور الشهير باسم طباخ الباشا؛ رجل سمين مملوء بالسمن البلدي والطعام الفاخر الذي يبتلعه سرا.
وبينما هو يترك رأسه بين يدي الكوافير سوسو، يحكي الحكايات القديمة عن المماليك والأتراك، كيف عاشوا في الأناضول، ولا بد أن يذكر الأسلاف من أجداده وعلى رأسهم جده الكبير، الذي حكى له وهو صغير أن الله خلق للثور قرنين؛ لأنه يحمل الأرض فوق قرن، وإن تعب من ثقلها حرك رأسه ونقلها إلى قرنه الثاني.
ويضحك الكوافير سوسو: مش معقول يا حاج منصور. - لا، معقول يا سوسو، امال الزلازل والبراكين والبرق والرعد بييجوا منين؟ - منين يا حاج منصور؟ - لما الثور يحرك الأرض على راسه من قرن لقرن يحدث البرق والرعد، والزلازل تهز الأرض.
يضحك الكوافير سوسو: مش معقول يا حاج منصور. - لا، معقول يا سوسو. - الكلام ده كان زمان قبل جاليليو. - جاليليو خواجة يهودي نصراني ما يعرفش ربنا. - لازم تعرف حاجة عن جاليليو يا حاج، اسمعني. - سامعك يا خويا. - جاليليو أمه ولدته في إيطاليا بعد العدرا مريم ما ولدت المسيح بألف وخمسميت سنة أو أكتر، وكانت إيطاليا وأوروبا كلها محكومة بالكنيسة وعايشة في الجهل والظلام، درس جاليليو الطب والهندسة والفلك، واكتشف أخطاء العلماء اللي قبله في اليونان، منهم أرسطو. - أرسطو كان مؤمن بربنا يا سوسو؟ - أرسطو كان مؤمن بالكنيسة يا حاج منصور وبينشر أفكارها في كتبه، واعتبرته الكنيسة الفيلسوف الأعظم وأغدقت عليه الأموال والمناصب، لكن جاليليو عمل منظار جديد واكتشف خطأ أرسطو، وإن الأرض بتدور حول نفسها وحول الشمس، غضبت منه الكنيسة واتهمته بالكفر والإلحاد والخيانة؛ لأنه بيعارض الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة ونظرية أرسطو عن إن الأرض ثابتة لا تتزعزع ولا تتحرك أبد الدهر، قدموا جاليليو للمحاكمة وأدانوه، ومات فقير مسكين معزول في بيته. - مين قال لك الكلام ده؟ - الباشا اللي باحلق له شنبه ودقنه. - الباشا بنفسه يا سوسو؟ - أيوة يا حاج منصور. - لازم كلامه صح مية المية، لكن أنا مش حاسس إن الأرض بتدور يا سوسو! - لأنها بتدور بسرعة كبيرة يا حاج، وانت جزء منها وبتدور معاها. - مش معقول يا سوسو. - مثلا وانت راكب جوة القطر يا حاج، لا يمكن تحس إنه بيجري بسرعة. - لكن القطر غير الأرض يا سوسو، ولا إيه؟ - إيه يا حاج!
وينفجر الكوافير والحاج منصور في الضحك.
تخرج هي، رفيقة العمر، تجر حقيبتها الحمراء ذات العجلات، من غرفة الحجر الصحي بالمطار بعد عدة ساعات، أو عدة أيام حسب مزاج الحكومة والمخابرات، ثوبها مكرمش وشعرها منكوش، نامت على الكرسي وإلى جوارها الحقيبة، تلمسها بيدها إن أفاقت في الظلمة فجأة، تخشى أن يسرقها أحد وهي غارقة في النوم، أو غائبة عن الوعي من شدة التعب، وفي أحد الصباحات، دون سابق إنذار، يأتي الضابط مبتسما، ويقول: مبروك يا أستاذة، صدر العفو الرئاسي عن بعض المعتقلين والمعتقلات بمناسبة العيد. - أي عيد؟
الأضحى الكبير، أو العبور العظيم، أو شم النسيم في بداية الربيع، يصحو الناس في الصباح الباكر ليشموا البصل والرنجة والفسيخ، يتمشون على شاطئ النيل، الأغنياء منهم يشمون النسيم في المنتجعات الجديدة على شاطئ البحر الأبيض بالساحل الشمالي، أو في الغردقة وسواحل البحر الأحمر.
لكن يظل الفسيخ اللذيذ من نبروه، مع أصناف الطعام الفاخر ومعه البصل الأخضر والملانة والرنجة من ضرورات العيد، لإعادة الذاكرة الطفولية والخصوصية الثقافية وتاريخ الأجداد.
Halaman tidak diketahui
كنت أحب الفسيخ وهي لا تطيق رائحته، لا تزورني أبدا في المواسم، لا تحتفل بالأعياد، وعيد ميلادها لا تذكره، إن ذكرتها به تمط شفتها السفلى وتنهمك في الكتابة. - كم عمرك؟ - مش فاكرة. - مش معقولة انتي. - انتي اللي مش معقولة. - ازاي؟ - إيه يهمك من عمري؟ - عاوزة أعرف انتي عشتي كام سنة. - ليه؟ - مش عارفة. (انتهت المقدمة)
1
نوال السعداوي
القاهرة
22 مارس 2017
إهداء
قطعة نابضة من نفسي أمنحها إلى أستاذي الكبير الدكتور فهيم فهمي الذي استطاع أن يعلمني الطب وعجز عن أن يعلمني الإنسانية فاستطعت أن أمنحه كل شيء عندي إلا نفسي.
د. نادرة
الشخصيات
د. نادرة:
Halaman tidak diketahui
شابة في الخامسة والثلاثين، قوية الملامح فيها جمال طبيعي وجاذبية.
شهدي:
تمورجي في الأربعين، قوي الملامح، في وجهه إنسانية وطيبة.
د. شرف الدين:
شاب في الثلاثين، رقيق الملامح.
أ.د. فهيم فهمي:
رجل في الخامسة والأربعين، له ملامح قوية جذابة.
د. توفيق:
شاب في الثلاثين، عادي.
تفيدة:
Halaman tidak diketahui
امرأة في الأربعين، ترتدي باروكة وملامحها صناعية أو مصنوعة.
السجان:
رجل في الأربعين، ضخم الجثة، قوي الجسم.
الوالي:
رجل في الخمسين، له هيئة الحكام.
مارة في الشارع.
عمال.
عاملات.
أطفال.
الفصل الأول: 9 مشاهد (1)
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين، التمورجي شهدي، عامل يحتضر (في حجرة الطبيب بالمصنع بها سرير). (2)
د. توفيق، د. شرف الدين (في حجرة الطبيب بالمعمل، بها ميكروسكوب). (3)
د. فهيم فهمي، الوالي (في مكتب الوالي الفاخر). (4)
د. فهيم، د. شرف الدين (في حجرة بالمعمل، بها ميكروسكوب). (5)
د. توفيق، د. شرف الدين (في نفس الحجرة السابقة). (6)
د. شرف الدين، التمورجي شهدي، عامل يحتضر (في حجرة الطبيب بالمصنع بها سرير). (7)
التمورجي شهدي يسير حاملا على كتفيه عاملا، المسرح خال ومظلم (موسيقى حزينة). (8)
امرأة ترتدي السواد تجري مهرولة وتجتاز المسرح ومن خلفها أطفال يجرون خلفها. (9)
أصوات تسمع فقط (حسب النص) المسرح خال ومظلم.
المسرح مظلم
Halaman tidak diketahui
الصالة تضاء. استراحة قبل الفصل الثاني.
تستمر الموسيقى الحزينة خلال الاستراحة والمسرح يظل مظلما.
الفصل الثاني: 8 مشاهد (1)
طفل صغير يجلس وحيدا على خشبة المسرح . المسرح مظلم وخال. المسرح يمتلئ بالمارة في كل اتجاه. المسرح يضيء. (2)
د. فهيم، زوجته تفيدة (في حجرة نومها الفاخرة). (3)
التمورجي شهدي، د. شرف الدين يحتضر، د. توفيق (في حجرة الطبيب بالمصنع بها سرير). (4)
التمورجي شهدي، السجان (في زنزانة). (5)
شهدي، د. نادرة (في نفس الزنزانة السابقة). (6)
د. نادرة، د. فهيم (في مكتب د. فهيم الفاخر). (7)
د. فهيم، د. توفيق (في المكتب السابق). (8)
Halaman tidak diketahui
نادرة، شهدي، شرف الدين، فهيم، توفيق، تفيدة، السجان، الوالي يدخلون المسرح بهذا الترتيب ويخرجون منه بهذا الترتيب؛ نادرة في المقدمة والوالي في المؤخرة.
الملابس
د. شرف الدين، ود. توفيق، ود. نادرة يظهرون دائما بالبالطو الأبيض.
د. فهيم فهمي يرتدي حلة أنيقة بغير بالطو أبيض.
الملابس الأخرى حسب الشخصية.
الديكور
بسيط للغاية؛ سرير، ميكروسكوب، كراس، فيما عدا الأثاث الفاخر الآخر.
الفصل الأول
7 مشاهد
المشهد الأول (د. شرف الدين طبيب المصنع جالس إلى مكتبه. يدخل التمورجي شهدي حاملا أحد العمال يساعده اثنان من العمال. يضعون المريض على السرير. د. شرف الدين يسرع إلى إسعافه. شهدي يساعده. المريض في حالة سيئة يتنفس بصعوبة. شفتاه زرقاوان.) (د. شرف الدين يجس النبض.)
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين :
هات لي حقنة كورامين بسرعة.
شهدي :
حاضر يا دكتور. (يجري شهدي، يحضر الحقنة، وشرف الدين يعطيها للمريض في ذراعه.) (العاملان لا يزالان يقفان، ينظران إلى زميلهما المريض في حزن.)
شهدي :
اتفضلوا انتم يا رجاله شوفوا شغلكم عشان احنا نشوف شغلنا.
أحد العمال :
فيه أمل يا عم شهدي؟
شهدي :
طول ما هو بيتنفس يبقى فيه أمل، مفيش أمل ازاي؟ فيه أمل. فيه. (يخرج العاملان.) (د. شرف الدين يجس النبض.)
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين :
هات كمان حقنة يا شهدي. (شهدي يجري ويحضر الحقنة الثانية.) (المريض يموت قبل أن يأخذ الحقنة.) (د. شرف الدين يقف أمامه حزينا ممسكا بالحقنة في يده.) (شهدي يغطي الميت بالملاءة.) (الاثنان يقفان في صمت وحزن.)
شهدي :
البقية في حياتك يا دكتور، الموت مكتوب علينا، ما حدش بيموت ناقص عمر.
د. شرف الدين :
أيوه.
شهدي :
بس أنا بفكر في ولاده ومراته، كان هو اللي بيجري عليهم ويوكلهم، مالهوش حد غيره، حيعملوا إيه بعد ما راح؟
د. شرف الدين :
لازم نجمعلهم حاجة يا شهدي لغاية ما يصرفوا المعاش.
Halaman tidak diketahui
شهدي :
معاشه هيصرف على عيل واحد من خمسة؛ ربنا معاهم، أنا حلملهم من العمال قرشين لحد ما ربنا يفرجها. (يسكت لحظة.)
أنا لسه لامم منهم الأسبوع اللي فات عشان ولاد المرحوم متولي وقبل كده لميت منهم عشان ... (يسكت لحظة.)
أهو كله بثوابه، مفيش حاجة بتضيع، القرش اللي تدفعه النهارده بيتحوش لولادنا بكرة، حد عارف بكرة حيحصل إيه. (يعود إلى حيث يجلس د. شرف الدين ساهما حزينا.)
شهدي :
عاوز أقولك حاجة يا دكتور.
د. شرف الدين (بصوت حزين) :
إيه يا شهدي؟
شهدي :
أنا ملاحظ ...
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين :
ملاحظ إيه يا شهدي؟
شهدي :
ده رابع واحد بيموت الشهر ده يا دكتور.
د. شرف الدين (بصوت قلق) :
أيوه الرابع يا شهدي.
شهدي :
قبليه كان محمد وقبله كان علي، ومتولي.
د. شرف الدين :
أيوه يا شهدي.
Halaman tidak diketahui
شهدي :
أنا ما بقولش حاجة يا دكتور، الأعمار بيد الله، لكن أنا لاحظت إن كلهم ...
د. شرف الدين (ينهض) :
كلهم إيه يا شهدي؟
شهدي :
مش عارف يا دكتور. هو حضرتك ما لاحظتش إنهم الأربعة تقريبا ...
د. شرف الدين (قلقا) :
تقريبا إيه يا شهدي؟
شهدي :
بقول يعني تقريبا ماتوا موتة واحدة. (شهدي يبدو عليه التوتر والقلق.)
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين :
انت كمان لاحظت يا شهدي؟ أنا كنت باكدب نفسي وأقول إنها جايز تكون صدفة، لكن انت كمان لاحظت؟
شهدي :
أيوه لاحظت يا دكتور.
د. شرف الدين :
قولي لاحظت إيه؟
شهدي :
شفايفهم يا دكتور ازرقت.
د. شرف الدين :
هيه، وإيه كمان؟ (الدكتور يكشف الملاءة عن وجه العامل الميت الراقد على السرير. ينظر في وجهه لحظة ثم يغطيه.)
Halaman tidak diketahui
شهدي :
لما «محمد» شفايفه ازرقت قلت لازم من رطوبة المصنع والدنيا شتا، وهو طول عمره خفيف وما يستحملش حاجة. ولما «علي» شفايفه ازرقت قلت يمكن برضه الشتا ورطوبة البلاط اللي بيقف عليه سبع ساعات. ولما «متولي » راخر قلت إيه الحكاية؟
والنهارده، الرابع في شهر واحد؛ الفار لعب في عبي. (د. شرف الدين يمشي في قلق وتوتر، يفكر.)
د. شرف الدين :
أنا برضه شكيت.
شهدي :
شكيت في إيه يا دكتور؟ (شرف الدين صامت لا يرد.)
شهدي :
طمني يا دكتور عشان أطمن العمال أحسن ...
د. شرف الدين :
Halaman tidak diketahui
أحسن إيه، حد منهم لاحظ كمان؟
شهدي :
حضرتك عارف يا دكتور العمال مشغولين على الآخر وكل واحد منهم ملهي في حاله وعياله، كل واحد فيهم مش لاحق ياخد نفسه عشان يجيب لقمة العيش لولاده، لو طب اللي واقف جنبه ما حدش حيلاحظ حاجة. أنا يا دكتور اللي لاحظت الزرقان الغريب ده في الشفايف.
د. شرف الدين :
ولاحظت إيه كمان يا شهدي؟
شهدي :
مفيش غير زرقان الشفايف. هو إيه ده يا دكتور؟ مرض ده ولا إيه؟
د. شرف الدين :
ما لاحظتش الكحة تاني يوم؟
شهدي :
Halaman tidak diketahui
لا يا دكتور؛ أصلهم كلهم بيكحوا. فيه حد ما بيكحش كحة طبيعية كده أو كحة سجاير.
د. شرف الدين :
لا، بس دي كحة من نوع تاني؛ زي ما يكون حاجة مشروخة في الصدر، وتالت يوم نفسهم ينكرش.
شهدي :
دي حاجة غريبة يا دكتور، تفتكر هم الأربعة ماتوا بعيا واحد؟
د. شرف الدين :
ده اللي مخوفني يا شهدي؛ وعشان كده لازم آخد عينة من الرئة المرة دي وأبعتها المعمل عشان تتفحص. هات لي مشرط يا شهدي.
شهدي :
حاضر يا دكتور. (يناوله المشرط. د. شرف الدين يكشف صدر الميت ويأخذ العينة.) (ظلام.)
المشهد الثاني (د. توفيق في مكتبه، جالس وأمامه الميكروسكوب، ينظر فيه. د. شرف الدين واقف إلى جواره.)
Halaman tidak diketahui
د. توفيق :
تعالى يا شرف الدين بص كده! (د. شرف الدين ينظر في الميكروسكوب.)
د. توفيق :
شايف إيه؟ (شرف الدين يرفع وجهه إلى توفيق في صمت وقلق.)
د. توفيق :
إيه؟ شفت إيه؟ ساكت ليه؟
د. شرف الدين :
أنا مش ساكت.
د. توفيق :
ما انت ساكت اهه!
Halaman tidak diketahui
د. شرف الدين :
بس عاوز اتأكد تاني. (د. شرف الدين ينظر مرة أخرى في الميكروسكوب.)
د. توفيق :
باينة زي الشمس.
د. شرف الدين :
الزر...
د. توفيق :
الزرقا.
د. شرف الدين :
الزرقا؟
Halaman tidak diketahui