(1) يوليوس قيصر
عظمته ومهارته الحربية
هاتان المزيتان لم ينوه بهما شاكسبير إلا طفيفا، ولم يشر إليهما إلا في بضعة مواضع قليلة من الرواية، وذلك حيث يقول مارولاس في المشهد الأول من الفصل الأول: «أتنثرون اليوم الرياحين في طريق الذي قد جاءكم منتصرا على أولاد بومبي وأفلاذ كبده؟»
وحيث يقول قيصر نفسه - يذكر فتوحاته وانتصاراته - في المشهد الثاني من الفصل الثاني: «أويبعث إليهم قيصر بأكذوبة؟
أفبعد إمعاني في الغزو، وإيغالي في أقاصي الأرض فتحا وامتلاكا، وسعة باعي، وطول ذراعي في الحروب والوقائع - أخاف أن أنطق بالحق لفئة من الشيوخ الشيب؟!»
وحيث يخاطب أنطانيوس جثته الهامدة بعد مصرعه في المشهد الأول من الفصل الثالث: «قيصر أيها الأجل الأعظم ! أكذا تظل منبوذا بأسفل مطرح لقى صريعا بأدنى مرقد ومضطجع؟! أكذا تقلصت فتوحاتك وانتصاراتك، ومغانمك ومساعيك، ومآثرك ومعاليك، فاضمحلت وتضاءلت إلى هذا القدر اليسير، والكم الزهيد؟!»
وفي موضع آخر: «معذرة وغفرانا - يا كتلة التراب الدامية - لما أبديت لأولئك السفاحين من التواضع والتخاضع، إني لأبصر فيك أطلال أسمى رجل، وأنقاض أشرف إنسان، عاش في مجرى الزمان، ومكر الدهور والآباد.»
مركزه في روما
إن مركزه في روما ونفوذ سيطرته وسلطانه على الشعب الروماني قد فطن إليهما شاكسبير أكثر مما فطن الرومان أنفسهم - مثل بروتاس وكاسياس.
لقد كان يوصف بأنه أوحد أهل عصره، وبديع زمانه، والمفرد العلم في روما، وهذا جلي بين في الشذرات الآتية المقتطفة من الرواية:
Halaman tidak diketahui