399

وكان قد أوعز باختطاط صعيد من ساحة غزنة للمسجد الجامع، إذ كان ما اختط قديما على قدر أهلها، حيث عدت من زمعات «1» البلاد شحوط دار «2»، وشطون مزار «3».

فوافق عوده من مضربه حصول المراد من تقطيعه وتوسيعه، وإقامة الجدران على ترابيعه، فصب بدر المال على الصناع، كما صب دماء «4» الأبطال يوم القراع. ونصب لمشارفتهم أحد الزعماء بحضرته، فهو يطوف عليهم مطالبا بصدق العمل، ومعاتبا على رمز الخلل.

حتى إذا توسدت الشمس قلة الجبل، أقام ألسن الموازين ناطقة بالإنصاف، وازنة بالجزاف، فيمسون «5» بين أجرين «6»: عاجل على السلطان منقود، وآجل على الرحمن موعود.

ونقل إليه من أقطار الهند والسند [227 ب] جذوع توافقت قدودا ورصانة، وتناسبت تدويرا «7» وثخانة. كأنها استودعت أرحام الأرض لأمر معلوم، وفجعت بأعمارها ليوم محتوم «8»، فجاءت ولا الحق كمالا، والعدل استقامة واعتدالا. تثني عليها الملاسة والسداد ، وكأن بها صمما فهي لا تصغي ولا «9» تكاد.

Halaman 415