54

مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع

مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع

Penerbit

دار الفضيلة بالرياض،دار الثقافة بقطر

Nombor Edisi

السابعة

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lokasi Penerbit

مكتبة دار القرآن بمصر

Genre-genre

بيعت بكسر لئيم واستغاث بها من الهزال أبوها بعد ما ركعا يعنى بعد ما خضع من شدة الجهد والحاجة. ومنه كذلك: لا تهين الفقير علك أن ... تركع يومًا والدهر قد رفعه وقد استعمل بهذا المعنى في القرآن الكريم أيضًا كما قيل في قوله سبحانه: " وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ"، إذ ليس في صلاة من قبلنا من أهل الشرائع ركوع هو أحد الأركان بالإجماع. وكذا في قوله تعالى " وَخَرَّ رَاكِعًا " إلى غير هذا (١) فقوله تعالى: - " وَهُمْ رَاكِعُونَ " يعنى به وهم خاضعون لربهم منقادون لأمره، متواضعون متذللون في أدائهم للصلاة وإيتائهم للزكاة، فهو بمعنى الركوع الذي هو في أصل اللغة بمعنى الخضوع. وأرى تأييد لهذا المعنى مجئ الآية الكريمة بالفعل المضارع، فهو يدل على أن الآية الكريمة لا تشير إلى حادثة حدثت وانتهت، وإنما تدل على الاستمرار والدوام، أي أن صفات المؤمنين وطبيعتهم الصلاة والزكاة وهم راكعون، ولا يستقيم المعنى - بغير تكلف - أن يكون من صفاتهم إخراج الزكاة أثناء الصلاة.

(١) انظر مادة ركع في لسان العرب، وتاج العروس، وأساس البلاغة، وانظر كذلك تفسير الطبري ١/ ٥٧٤ –٥٧٥، وتفسير الألوسى ٢ / ٣٣٠.

1 / 57