الطالب : «ألا تنصح لي بقراءة شيء من الكتب التي ألفت في هذا الفن؟»
المدرس : «كلا كلا! لا حاجة بك إلى قراءة شيء من ذلك أبدا، أو - على الأقل - لا حاجة لك في هذه المرحلة الأولى التي تجتازها إلى قراءة تلك النظريات والقواعد البيانية والبلاغية وما إليها!»
إن كل ما تحتاجه الآن هو المرانة على الكتابة، والتعبير عن أغراضك بأسلوب عربي واضح، ولك أن تمارس ذلك في أي يوم تشاء أو في كل يوم.
وأحب أن أقص عليك تلك الحكاية المشهورة التي يروونها عن سيدة فرنسية كانت مربية لأولاد «لويس الرابع عشر» ملك فرنسا العظيم، لترى فيها المثال الذي أريد أن أنبهك إليه، وخلاصة هذه القصة أن تلك المربية سألت ولدا من أبناء لويس الرابع عشر - هو الدوق دي مين - أن يكتب إلى أبيه كتابا، فقال لها مدهوشا: «أمثلي يستطيع ذلك وأنا لا أعرف كيف أخط جملة واحدة منه؟»
فقالت له المربية: «ألست تفكر في أبيك أحيانا؟»
فقال: «أفكر فيه كثيرا، وأحزن لغيبته الطويلة عني أشد الحزن!»
فقالت له: «هذا حسن! هذا حسن! اكتب له ذلك إذن!
ولكن خبرني، أهذا هو كل ما تفكر فيه؟ ألا تشعر بشيء آخر؟»
فقال: «نعم؛ أود أن أراه، وسأكون سعيدا جدا إذا عاد إلينا من سفره!»
فقالت له: «ها هو كتابك قد تم إنشاؤه، ولم يبق عليك إلا أن تكتب له ذلك وتجعل له افتتاحا وختاما؟»
Halaman tidak diketahui