من روح الله، وان لَا نتوهم الْإِصَابَة فِي قَول من قَالَ: أننا أمة ميتَة فَلَا ترجى حياتنا، كَمَا لَا إِصَابَة فِي قَول من قَالَ: " إِذا نزل الضعْف فِي دولة أَو أمة لَا يرْتَفع؛ فَهَذِهِ الرومان واليونان والأمريكان والطليان واليابان وَغَيرهَا كلهَا أُمَم أمثالنا استرجعت نشأتها بعد تَمام الضعْف وفقد كل اللوازم الأدبية للحياة السياسية، بل لَيْسَ بَيْننَا وَلَا سِيمَا عرب الجزيرة منا وَبَين أعظم الْأُمَم الْحَيَّة المعاصرة فرق سوى فِي الْعلم والأخلاق الْعَالِيَة، على أَن مُدَّة حضَانَة الْعلم عشرُون عَاما فَقَط وَمُدَّة حضَانَة الْأَخْلَاق أَرْبَعُونَ سنة.
فعلينا أَن نثق بعناية الله الَّذِي لَا يعبد سواهُ؛ وَبِهَذَا الدّين الْمُبين الَّذِي نشر لِوَاء عزه على الْعَالمين، وَلم يزل بِالنّظرِ لوضعه الإلهي دينا حَنِيفا متينًا محكمًا مكينًا لَا يفضله وَلَا يُقَارِبه دين من الْأَدْيَان فِي الْحِكْمَة والنظام ورسوخ الْبُنيان.
ثمَّ أيقنوا أَيهَا الإخوان أَن الْأَمر ميسور، وان ظواهر الْأَسْبَاب وَدَلَائِل الأقدار مبشرة أَن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ، وَنَشَأ فِي الْإِسْلَام إنجاب أَحْرَار وحكماء أبرار يعد وأحدهم بِأَلف وجمعهم بِأَلف ألف. فقوة جمعية منظمة من هَؤُلَاءِ النبلاء كَافِيَة لِأَن تخرق
1 / 16