Umara Bayan
أمراء البيان
Genre-genre
[139_2]
أغراض المجتمع، وعده الجاحظ من الخطباء والشعراء، الذين جمعوا الشعر والخطب والرسائل الطوال والقصار، والكتب الكبار المجلدة، والسير الحسان المولدة، والأخبار المدونة. ولقبه مرة بالكاتب، ولعل لقب الكاتب في شرفه كان أكبر من عالم أو عدلا له. وذكره ابن النديم في البلغاء، وقال إنه شاعر مقل، وعده في الشعراء الكتاب، وقال إنه كان ممن يعمل الأسمار والخرافات على السنة الناس والطير والبهائم، هو وعبد الله بن المقفع وعلي بن داود كاتب زبيدة. وشعره خمسون ورقة.
أما الدهشة ففي تآليفه؛ فله ديوان رسائله، وكتاب النمر والثعلب وكتاب أسباسيوس أسانوس في اتخاذ اتحاد الإخوان، وكتاب أسد بن أسد، كتاب سحرة العقل، كتاب تدبير الملك والسياسة، كتاب إلى عيسى لبن أبان في القضاء، كتاب الفرس، كتاب الغزالين في رواية الضربين، كتاب ندود وودود لدود، كتاب الرياض، كتاب ثعلة وعفراء وفي رواية ثعلة وعفرة على مثال كتاب كليلة ودمنة، قلده في أبوابه وأمثاله. قال المسعودي ويزيد عليه، أي على كليلة ودمنة، في حسن نظمه، وقد صنفه للمأمون. ومن تآليفه كتاب الهزيلة الهذيلة وفي رواية الهنبلية والمخزومي، كتاب الوامق والعذراء العذار، إلى غير ذلك من المصنفات، ومنها ما عارض به كتب الأوائل.
ولا تعجب إذا رأيت بضعة من تآليف سهل في القصص والأسمار، فإن من الناس من يتعلم بالاحتيال عليه، وصعب عليك أن تثقفه وتخلقه بالأخلاق الفاضلة، إلا في قالب ظاهرة هزل وإحماض، وباطنه تعليم وإرشاد؛ ومن أجل هذا كان هذا اللون من الأدب، مما يلذ المطالع ويفيده، يلقي عليه حكمة بالغة، على نحو ما يفعل معظم القصصيين من أهل المدينة الحديثة. وكان حظ ابن المقفع في هذا الباب أجزل، لأن كتاب كليلة ودمنة اشتهر أكثر من اشتهار ثعلة وعفرة أو غير
Halaman 139