تلك الليلة على هذه الجملة، فحدث بعض خواصه أنه سمعه في آخر الليل وهو في مرقده يتمثل بهذا البيت:
وأصبح لا يدري وإن كان حازمًا ... أقدّامه خير له أم وراؤه
وبكر من غد فجلس لأصحاب المظالم. قال أبو القاسم بن زنجي: فبينما هو في قراءة رقاعهم واستماع ظلامتهم إذ وردت عليه رقعة لطيفة مختومة، لم أعلم في الوقت ممن هي، ثم عرفت أنها كانت من مفلح، وتلتها رقعة أخرى من كاتب مفلح، فلما وقف عليها أمسك قليلًا، ثم دعا أبا زكرياء يحيى الدقيقي قهرمانه فأسر إليه ما لا أدري ما هو، فانصرف. وقال لأبي إسحاق المدبر: خذ قصص المتظلمين واجمعها لتعرضها الليلة علي وأوقع فيها وتفرقها عليهم من غد. ونهض من مجلسه إلى دور حرمه وتفرق الناس ولم يبعد أن وافى نازوك ومعه سلاح، وبيده دبوس، وتلاه يلبق على مثل هذه الصورة، ومع كل واحد منهما خمسة عشر غلامًا. فلما لم يروه هجموا على دار حرمه، وأخرجوه حاسرًا، وأنزله في طيار، وحمل إلى دار نازوك، وقبض معه على الفضل والحسن ابنيه، وعبد الله بن جبير وسعيد بن إبراهيم التستري وأبي غانم سعيد بن محمد كاتب المحسن وابن هشام وأبي الطيب الكلوذاني. ومضى نازوك ويلبق إلى مؤنس فعرفاه الخبر، وقد خرج إلى باب الشماسية للتنزه، فانحدر معه هلال بن بدر، وجماعة من القواد، وساد يلبق إلى دار نازوك وأخرج
1 / 60