ولما وصل إلينا متحمل كتابنا صفي الدين ابن إمام قلي حقق لنا ما تفضل الله به علينا وعليكم وعلى المسلمين من استعادتكم لما كان خرج على الحوزة فيما مضى من بلاد قندهار وما تيسر لكم والفضل لله من الإذالة من العدو وأخذ الثأر، وطلب منا هذا الكتاب إلى شريف ذلك المقام ليكون إن شاء الله وسيلة له تراحمكم بالعفو عنه والصفح والتجاوز كما هو مقتضى خلائفكم الكرام، لعلمه بأن[20/ب] مثلنا ومثلكم وإن تناءت الديار، وحالت عن تكرار التواصل متباعدات الأقطار، فالقلوب إن شاء الله في أمر الله وأمر رسوله وأهل بيته بقلب واحد، والأيدي في التظافر إن شاء الله والتظاهر على حب الله عز وجل وحب رسوله وعترته الطاهرة كف وساعد، وكيف لا والنسب الفاطمي يجمعنا، وذلك من فضل الله ومنته، والفخار العلوي شملنا، وذلك من أجل إحسان الله ونعمته، والبيت النبوي وكساءه يضمنا، فالحمد لله بكل محامده، ونسأله أن يجعلنا لربنا من الشاكرين، وأن يدخلنا في رحمته، فأسعفناه إلى ذلك، وطال ما تشوقنا إلى الأسباب، وسارعنا إلى مطلبه رغبة في التواصل الذي شرعه الله بين الأهلين والأرحام وكمل به التواد والتحاب، وقلنا كما يقال (جزى الله الأيام خيرا) إذ فتحت لنا هذا الباب، ورفعت الحجاب، راجين من فضل الله أن يجمع لنا بين أداء حقه في ما يجب للأخ المسلم على المسلم فضلا عن ما يجمع لذي الرحم على ذي الرحم، مما مدح الله به عباده المؤمنين من التواصي بالحق والصبر، والتواصي بالصبر والمرحمة، والتواصل على ما يحبه منا ويرضى به عنا من إقامة ما شرع من دينه على ما أمر به، وجمع الكلمة والإشتراك إن شاء الله في الدعاء إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، فنكون إن شاء الله ممن شملته دعوة أبوينا إبراهيم وإسماعيل-صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما- فيما حكى عنهما في قوله: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} وبين تصديق أمل الوافدين إن شاء الله فينا وفيكم بما أنتم أهله من الإحسان والبر والتجاوز، والستر والأمانة إن شاء الله على نفسه وماله وأهله واندراجه إن شاء الله تحت فضلكم كما أتاكم الله من فضله، حامدين الله في انتهاء الخطاب، كما حمدناه في أول الكتاب، مصلين ومسلمين على نبييه ووصيه، وأهل بيته المطهرين الذين أنزل الله فيهم{الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب} . وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حرر بتاريخ شهر شوال من عام إحدى وستين [سبتمبر 1650م] وألف بمحروس شهارة -حرسها الله-.
Halaman 178