102

Tuhfat al-Labib fi Sharh al-Taqrib

تحفة اللبيب في شرح التقريب

Editor

صبري بن سلامة شاهين

Penerbit

دار أطلس للنشر والتوزيع

Genre-genre

Fiqh Shafie

قلت: أما التوجه فلحديث علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - أن رسول الله ﷺ كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال: ((وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعها، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، إنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، لبيك وسعديك))(١). الحديث بطوله، ويكفي من ذلك دعاء التوجه إلا أن يريد التطويل، فالحديث مشهور من طلبه بوضعه.

وأما الاستعاذة، فلقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾(٢)، وقال مالك: [لا يتعوذ](٣) لها، ولحديث أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ كان يتعوذ.

قال: (والجهر في موضعه والإسرار في موضعه).

قلت: نقل الخلف عن السلف أن النبي ﷺ كان يجهر/ في الصبح وفي الأولتين من المغرب والعشاء وصلاة الجمعة والعيدين، وقال عليه السلام: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).

(١) أخرجه مسلم (٥٣٤/١ رقم: ٧٧١).
(٢) سورة النحل، آية: ٩٨.
(٣) في الأصل: ((يستعوذ)).

106