Tuhfa Ciraqiyya

Ibn Taimiyah d. 728 AH
11

Tuhfa Ciraqiyya

التحفة العراقية في الأعمال القلبية

Penerbit

المطبعة السلفية

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

1402 AH

Lokasi Penerbit

القاهرة

Genre-genre

Tasawuf
اردت أَن أنصح لكم إِن كَانَ الله يُرِيد أَن يغويكم وَقَالَ ياسين إِنَّمَا أمره إِذا أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُول لَهُ كن فَيكون وَقَالَ فِي الْإِذْن الديني الْحَشْر مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَة على أُصُولهَا فبأذن الله وَقَالَ فِي الكوني الْبَقَرَة وَمَا هم بضارين بِهِ من أحد إِلَّا بِإِذن الله وَقَالَ فِي الْقَضَاء الديني الْإِسْرَاء وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه أَي أَمر وَقَالَ الكوني فصلت فقضاهن سبع سماوات فِي يَوْمَيْنِ وَقَالَ فِي الحكم الديني أول الْمَائِدَة أحلّت لكم بَهِيمَة الْأَنْعَام إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُم غير محلي الصَّيْد وَأَنْتُم حرم إِن الله يحكم مَا يُرِيد وَقَالَ الممتحنة ذَلِكُم حكم الله يحكم بَيْنكُم وَقَالَ فِي الكوني يُوسُف عَن ابْن يَعْقُوب فَلَنْ أَبْرَح الأَرْض حَتَّى يَأْذَن لي أبي أَو يحكم الله لي وَهُوَ خير الْحَاكِمين وَقَالَ الْأَنْبِيَاء قَالَ رب احكم بِالْحَقِّ وربنا الرَّحْمَن الْمُسْتَعَان على مَا تصفون وَقَالَ فِي التَّحْرِيم الديني الْمَائِدَة حرمت عَلَيْكُم الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير النِّسَاء حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم وبناتكم الْآيَة وَقَالَ فِي التَّحْرِيم الكوني الْمَائِدَة فَإِنَّهَا مُحرمَة عَلَيْهِم أَرْبَعِينَ سنة يتيهون فِي الأَرْض وَقَالَ فِي الْكَلِمَات الدِّينِيَّة الْبَقَرَة وَإِذ ابتلى إِبْرَاهِيم ربه بِكَلِمَات فأتمهن وَقَالَ فِي الكونية الْأَعْرَاف وتمت كلمة رَبك الْحسنى على بني إِسْرَائِيل بِمَا صَبَرُوا وَمِنْه قَوْله ﷺ المستفيض عَنهُ من وُجُوه فِي الصِّحَاح وَالسّنَن وَالْمَسَانِيد أَنه كَانَ يَقُول أعوذ بِكَلِمَات الله التامات الَّتِي لَا يجاوزهن بر وَلَا فَاجر وَمن الْمَعْلُوم أَن هَذَا هُوَ الكوني الَّذِي لَا يخرج مِنْهُ شَيْء عَن مَشِيئَته وتكوينه وَأما الْكَلِمَات الدِّينِيَّة فقد خالفها الْكفَّار بمعصيته وَالْمَقْصُود هُنَا أَنه ﷺ بَين أَن العواقب الَّتِي خلق لَهَا النَّاس سَعَادَة وشقاوة ييسرون لَهَا بِالْأَعْمَالِ الَّتِي يصيرون بهَا إِلَى ذَلِك كَمَا أَن سَائِر الْمَخْلُوقَات كَذَلِك فَهُوَ سُبْحَانَهُ خلق الْوَلَد وَسَائِر الْحَيَوَان فِي الْأَرْحَام بِمَا يقدره من اجْتِمَاع الْأَبَوَيْنِ على النِّكَاح واجتماع الماءين فِي الرَّحِم فَلَو قَالَ الْإِنْسَان أَنا أتوكل وَلَا أَطَأ زَوْجَتي فَإِن كَانَ قد قضى لي بِولد وَإِلَّا لم يُوجد وَلَا حَاجَة إِلَى وَطْء كَانَ أَحمَق بِخِلَاف مَا إِذا وطئ وعزل المَاء فَإِن عزل المَاء لَا يمْنَع انْعِقَاد الْوَلَد إِذا شَاءَ الله إِذْ قد يخرج بِغَيْر اخْتِيَاره وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ فِي غَزْوَة بني المصطلق فأصبنا سَرَايَا من الْعَرَب فاشتهينا النِّسَاء واشتدت علينا الْعزبَة وأحببنا الْعَزْل فسألنا عَن ذَلِك رَسُول الله ﷺ

1 / 47