294

Tibyan

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Genre-genre

Tafsiran

تفسير التبيان ج1

والعوان: النصف التي قد ولدت بطنا أو بطنين قال الفراء: يقال من العوان: عونت المرأة تعوينا - بالفتح والتشديد - وعونت: إذا بلغت ثلاثين سنة.

وقال أبوعبيدة: إنما قال: " عوان بين ذلك " ولم يقل بينهما، لانه أخرجه على لفظة واحدة، على معنى هذا الكلام الذي ذكرناه.

قال رؤبة في صفة العير:

فيه خطوط من سواد وبلق

كأنها في الجلد توليع البهق(1)

قال ابوعبيدة: إن أردت الخطوط، فقل: كأنها، وان اردت السواد والبلق، فقل: كانهما.

فقال: كان ذلك وذاك.

قال الفراء: إنما يصح ان يكنى عن الاثنين بقولهم ذاك في الفعلين خاصة. ولا يجوز في الاسمين. ألا ترى، انهم يقولون: اقبالك وادبارك يشق علي، لانهما مشتقان من فعل. ولم يقولوا: أخوك وابوك يزورني حتى تقول: يزوراني.

وقال الزجاج تقول: ظننت زيدا قائما فيقول القائل ظننت ذلك وذاك.

قال الشاعر في صفة العوان:

خرجن عليه بين بكر عويرة

وبين عوان بالعمامة ناصف(2)

بين ذلك يعني بين الكبيرة والصغيرة.

هو اقوى ما يكون من البقر واحسنه قال الاخطل:

وما بمكة من شمط محفلة

وما بيثرب من عون وابكار(3)

ويقال بقرة عوان، وبقر عون.

قال الاخفش: لا فارض، ولا بكر. ارتفع ولم ينتصب كما ينتصب النفي لان هذه صفة في معنى البقرة والنفي المنصوب، لا يكون صفة من صفتها. انما هو اسم مبتدأ وخبره مضمر. وهذا مثل قولك: عبدالله لا قائم ولا قاعد. أدخلت لا للنفي وتركت الاعراب على حاله، لو لم يكن فيه لا، ثم قال: " عوان " فوقع على الابتداء. كأنه قال: هي عوان. ويقال ايضا: عوانة.

قال الاعشى:

بكميت عرفاء محمرة مخف

عربها عوانة اوفاق

---

(1) اللسان: (بهق) وروايته (الجسم) بدل (الجلد).

(2) لم نجده في مراجعنا.

(3) ديوانه 19. وروايته وما بزمزم من شمط محلقة.. يقصد حالقين رؤوسهم وقد -. - تخللوا من احرامهم: أي قضوا حجهم، الشمط ج اشمط: وهو الذي خالط سواد شعره بياض الشيب " وشمط محفله " يقال منه: رجل ذو حفيل، وذو حفلة: ذو جد واجتهاد. فعلى ما اثبته الشيخ قدس سره، المعنى: انهم جادون في العبادة.

Halaman 293