116

The Quranic Discourse to the People of the Book and Their Attitude Towards It: Past and Present

الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا

Genre-genre

عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ (١)، ونحن قبل أن نقوم بذكر أقوال أهل العلم والتفسير في المباهلة ومشروعيتها نقوم بتعريف المباهلة لغة واصطلاحًا. الفرع الأول: تعريف المباهلة لغة واصطلاحًا أولًا: تعريف المباهلة لغةً: لقد عرف أهل اللغة المباهلة بمعناها المأخوذ من كلام العرب ولغتها: قال ابن فارس: والمباهلة والابتهال: التضرع في الدعاء، فإن المتباهلين يدعو كل واحد منهما على صاحبه، قال تعالى: ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (٢) (٣). قال الرازي (٤): " والابتهال فيه وجهان: أحدهما: أن الابتهال هو الاجتهاد في الدعاء وإن لم يكن باللعن، ولا يقال ابتهل في الدعاء إلا إذا كان هناك اجتهاد. والثاني: أنه مأخوذ من قولهم: عليه بهلة الله أي: لعنته، وأصله مأخوذ مما يرجع إلى معنى اللعن؛ لأن معنى اللعن هو: الإبعاد والطرد، وبهله الله أي: لعنه وأبعده من رحمته، والقول الأول أولى؛ لأنه يكون قوله ثم نبتهل أي: ثم نجتهد في الدعاء ونجعل اللعنة على الكاذب وعلى القول الثاني يصير التقدير ثم نبتهل أي: ثم نلتعن" (٥). فتبين من التعريف اللغوي للمباهلة أنها مأخوذة من الابتهال والتبهل بمعنى: التلاعن، والاجتهاد في الدعاء بحصول ووقوع اللعنة على الكاذب أو الظالم من المتبهلين.

(١) سورة الجمعة الآية: (٦٧). (٢) سورة آل عمران الآية: (٦١). (٣) انظر: مقاييس اللغة (١/ ٣١١) مرجع سابق. (٤) الرازي: هو فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي، ولد سنة (٥٤٤ هـ)، ومات (٦٠٦ هـ) من مؤلفاته التفسير الكبير المسمى: مفاتيح الغيب. انظر: طبقات الشافعية (٢/ ٦٥) مرجع سابق، وطبقات الشافعية الكبرى (٨/ ٨١) مرجع سابق. (٥) انظر: مفاتيح الغيب، (٨/ ٧٢ - ٧٣) المؤلف: فخر الدين محمد بن عمر التيمي الرازي الشافعي، الناشر: دار الكتب العلمية بيروت ١٤٢١ هـ ٢٠٠٠ م، الطبعة: الأولى، تاج العروس (٢٨/ ١٢٩ - ١٣١) مرجع سابق.

1 / 127