The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
93

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Genre-genre

فرجع إليهم التميمي (١) وقد كان ألظَّ (٢) بأبي لؤلؤة مُنصرَفَه عن عمر ﵁ حتى أخذه فقتله، وجاء بالخنجر الذي وصفه عبد الرحمن بن أبي بكر، فسمع بذلك عبيد الله بن عمر فأمسك حتى مات عمر، ثم اشتمل على السيف فأتى الهرمزان فقتله فلما عضَّه السيف قال: لا إله إلا الله. ثم مضى عبيد الله حتى أتى جفينة وكان نصرانيًا من أهل الحيرة ظئرًا لسعد بن مالك أقدمه إلى المدينة للصلح الذي بينه وبينهم وليُعلِّم بالمدينة الكتابة، فلما علاه بالسيف صلَّب بين عينيه. وبلغ ذلك صهيبًا فبعث إليه عمرَو بن العاص (٣) فلم يزل به ويقول: السيفَ بأبي وأمي حتى ناوله إياه، وثاوره سعد فأخذ بشعره وأضجعه على الأرض، وأتى به صهيبًا فحبسه على الشورى حتى دفعه إلى عثمان يوم استخلف فأقاده (٤). إنَّ قولَ الهرمزان (لا إله إلا الله) عند موته أثار الفتنة، وخاصَّة أنَّ الصحابة كانوا قد فهموا من رسول الله ﷺ أنَّ الإنسان لا يملك لسانه عند الموت بل الله هو الذي يُسهِّل له النطق بما عاش عليه حتى يكون ذلك حجة له يوم القيامة، وتصديقًا لهذا فقد صَلًّب جفينة ولم يقل كلمة التوحيد كالهرمزان لأنه كان نصرانيًا، ثمَّ إنَّ الهرمزان كان قد شهد له بحسن إسلامه الكثيرون (٥). وقد عالج عثمان ﵁ هذه القضية بعد مبايعته مباشرة، فجلس في جانب المسجد

(١) هو خطاب التميمي اليربوعي كما في نيل الأوطار للشوكاني: ٦/ ١٦١ وعزاه إلى ذيل الاستيعاب لابن فتحون. (٢) ألظَّ فلان بفلان إذا لزمه ولم يفارقه. انظر: لسان العرب لابن منظور: ٧/ ٤٥٩ مادة (لظظ). غريب الحديث لابن سلام: ٢/ ١٩٥. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ٤/ ٢٥٢. (٣) انظر ترجمة عمرو بن العاص في فهرس التراجم: رقم (٨٨). (٤) انظر تاريخ الطبري: ٢/ ٥٨٧. والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص ٣٨. العواصم من القواصم لابن العربي: ص ٧٦. طبقات ابن سعد: ٥/ ١٥. (٥) صحيح أن إسلام الهرمزان كان خوفًا من القتل الذي هدده به عمر ﵁ إن لم يسلم، لكن الذي يبدو أنَّ إسلامه قد حسن حتى إن عمر ﵁ كان يستشيره في الفتوح وفي الأمور الإدارية كوضع الديوان ويأخذ برأيه، وهيهات أن يستعين به عمر ﵁ وهو يعلم أنَّه منافق، وهو المعروف بنظرته الثاقبة في الرجال، ثم إن سياق ما جاء في التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص ٤٠ يظهر براءة الهرمزان مما حصل فقد ذكر عن سيف بن عمر في كتاب الفتوح بإسناده عن أبي منصور قال: سمعت القماذبان بن الهرمزان يحدث عن قتل أبيه قال: قد كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض فمرَّ فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال: آنس به. فرآه رجل فلما أصيب عمر ﵁ قال: قد رأيته - يعني الخنجر - وهو مع الهرمزان دفعه إلى فيروز. فأقبل عبيد الله فقتله.

1 / 92