The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
91

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Genre-genre

٢ - الأحداث في خلافة سيدنا عثمان ﵁ -: لقد وُجهت لعثمان ﵁ في خلافته انتقاداتٌ عديدة (١)، كان أغلُبها مما يخضع للاجتهاد مما يملكه الإمام، وبقيَّتُها كان افتراءً عليه، والهدف من ذكر هذه الانتقادات أمران: الأمر الأول: بيانُ أن قتل عثمان ﵁ كان ظلمًا جرَّأَهم عليه حلمُه وحياؤُه الذي عُرف به، فكثيرٌ مما انتُقد عليه قد فعله عمرُ ﵁ قبله ولم يعترض عليه أحد، فقد منع عمرُ بن الخطاب ﵁ العمرةَ في الحج من قبله فلم ينقل عن علي ﵁ أنه اعترض عليه، وحمى عمرُ ﵁ الحمى ووسَّعه عثمان ﵁، فلم يعترض أحدٌ على عمر ﵁، بينما اعترضوا على عثمان ﵁ (٢). والأمر الثاني: بيان أن سيدنا عليًا ﵁ لم يكن السبب فيما حدث، وأن المنتقدين لعثمان ﵁ عندما كانوا يلجؤون إلى علي ﵁ (٣) فيسمع منهم ثم ينصح عثمان ﵁ فيما يرى أنه الحق، إنما كان يقوم بواجبه الذي أمره به الإسلام من نصيحة ولاة الأمر، وهذا كان شأن بقية الصحابة ممن جاهر بنصح سيدنا عثمان كالسيدة عائشة (٤) ...............................................................................................................

(١) ذكر القاضي أبو بكر بن العربي المالكي هذه الانتقادات في العواصم من القواصم: ١/ ٧٦ - ٧٧ ثم ردَّ عليها. وانظر: الكامل في التاريخ للشيباني: ٣/ ٧٠ وما بعدها لمعرفة دوافع من ثار على عثمان ﵁. (٢) انظر تاريخ الطبري: ٢/ ٥٧٩. العواصم من القواصم لابن العربي: ص ٨٤ - ٨٥. الاستقصا للسلاوي: ١/ ٣٦. (٣) انظر مثلًا: صحيح البخاري: ٣/ ١١٣٢ كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي ﷺ رقم (٢٨٨٠) عن علي ﵁. ومسند أحمد: ٢/ ١١٩٦ رقم (١١٩٦) عن محمد بن علي قال: جاء إلى علي ﵁ ناس من الناس فشكوا سعاةَ عثمان قال: فقال لي أبي: اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له: إن الناس قد شكوا سعاتك وهذا أمر رسول الله ﷺ في الصدقة فمرهم فليأخذوا به. قال فأتيت عثمان فذكرت ذلك له قال: فلو كان ذاكرًا عثمان بشيء لَذَكَره يومئذ - يعنى بسوء - قال محقق الكتاب: إسناده صحيح على شرط الشيخين. (٤) انظر مثلًا: السنة لابن أبي عاصم: ص ٥٥٦ رقم (١١٧٨) عن النعمان بن بشير قال: حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل عنها فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا النعمان بن بشير فقالت: أبو عمرة؟ قلت: نعم. فقالت: إن رسول الله ﷺ قال يومًا لعثمان: «إن كساك الله ثوبًا فأراد المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه». قال النعمان بن بشير: غفر الله لك يا أم المؤمنين أفلا ذكرت هذا حين يختلفون إليك. فقالت: نسيته حتى بلغ الله فيه أمره. قال الألباني: «إسناده جيد ورجاله موثوقون، غير يزيد بن أيهم، وقد وثقه ابن حبان، ويشهد للحديث ما تقدم له من الطرق» فليرجع إليها من أراد الاستزادة.

1 / 90