القضايا الكبرى

Malek Bennabi d. 1393 AH
96

القضايا الكبرى

القضايا الكبرى

Penerbit

دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق

Nombor Edisi

١٤٢٠هـ ٢٠٠٠م / ط ١

Lokasi Penerbit

سورية

Genre-genre

فهي تتمثل في تصفية راسب العَسْفِ المتخلِّف عن العهد الاستعماري؛ ومجموع ضروب العطالة التي ندين بها إلى القابليَّة للاستعمار؛ وفي الاضطلاع بالبناء الاشتراكي؛ وفي توجيه البلاد صوب قِبْلَةِ مُنْتَمَى جماعتها التاريخيَّة المغربية، والعربية، والإسلامية. أما الجهد الثوري فلا يجب أن يَتَباطأ، ولكن يتعين أن ينمو في علاقته الوطيفية بتأخُّرنا: ذلك أن المشاكل التي تبقى معلَّقة لا تظل في حالة عقم؛ بل هي تضاعف إنْسالَها. والواقع أنه يجب علينا اليم أن نجابه مشاكل (قصورنا) قبل الاستقلال، ومشاكل (بلوغنا) بعده. فالمشاكل لا تكتفي بالتضاعف فحسب، ولكنها تتعقَّد بمظاهر نفسانية جديدة. فمن وجهة النظر الأُولى، يكون من السهل أن نفهم ذلك في بساطة عندما نأخذ في اعتبارنا مجرد العامل السُّكَّانيِّ الذي يَبْهَظُ جميع مهامِّنا الاجتماعية في كل عام أكثر من الذي سبقه بأن يقرن بها مُعامِلًا مضاعفًا. أما من وجهة النظر الثانية، فإن المهام تتعقد في علاقتها الوظيفية ببعض العقد الجديدة، وذلك على سبيل المثال عندما تصبح كلمة (الاستقلال) مبررًا لبعض ضروب الإهمال التي تُثْقِلُ بعبئها الوازن على سَيْرِنا. إلا أنه يتعين على المجتمع في الساعات الخطرة أن يقوم بقفزة يتخطَّى بها الهاوية، أو أن يخرج من التاريخ ويتخلَّى عن مكانه لمجتمع آخر. فبعد موقعة (آليزيا) (١) تعيَّن على المجتمع الغالي (Gaulois) أن يترك مكانه للمجتمع الروماني.

(١) (Alésia): هي الساحة المحصنة (الغالية) التي حاصر فيها يوليوس قيصر (Julius Caesar) القائد الغالي فرسنجيتوريكس (Vercingétorix) سنة ٥٢ ق. م، ثم أخذه أسيرًا، بعد اضطراره إلى الاستسلام، حيث اقتاده إلى روما، وأعدمه عقب ستّ سنوات من الأسر. (المترجم).

1 / 104