The Jewish Peril: Protocols of the Learned Elders of Zion
الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون
Penerbit
دار الكتاب العربي
Lokasi Penerbit
بيروت - لبنان
Genre-genre
يكفي ان يعطي الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة، لكي يصير هذا الشعب رعايا بلا تمييز، ومنذ تلك اللحظة تبدأ المنازعات والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم، فتصير معارك اجتماعية، وتندلع النيران في الدول ويزول أثرها كل الزوال. وسواء انهكت الدول الهزاهز (١) الداخلية أم اسلمتها الحروب الأهلية إلى عدو خارجي، فانها في كلتا الحالتين تعد قد خربت نهائيًا كل الخراب وستقع في قبضتنا. وان الاستبداد المالي - والمال كله في ايدينا - سيمد الى الدولة عودًا لا مفر لها من التعلق به، لأنها - إذا لم تفعل ذلك - ستغرق في اللجة لا محالة.
ومن يكن متأثرًا ببواعث التحررية (٢) فتخالجه الاشارة إلى ان بحوثًا من هذا النمط منافية للاخلاق، فسأسأله هذا السؤال: لماذا لا يكون منافيًا للاخلاق لدى دولة يتهددها عدوان: احدهما خارجي، والآخر داخلي - ان تستخدم وسائل دفاعية ضد الأول تختلف عن وسائلها الدفاعية ضد الآخر، وان تضع خطط دفاع سرية، وان تهاجمه في الليل أو بقوات أعظم؟.
ولماذا يكون منافيًا للاخلاق لدى هذه الدولة أن تستخدم هذه الوسائل ضد من يحطم أسس حياتها وأسس سعادتها؟.
هل يستطيع عقل منطقي سليم أن يأمل في حكم الغوغاء حكمًا ناجحًا باستعمال المناقشات والمجالات، مع أنه يمكن مناقضة مثل هذه المناقشات والمجادلات بمناقشات أخرى، وربما تكون المناقشات الأخرى مضحكة غير انها تعرض في
(١) Convulsios معناها الهزات أو الارتجافات، وقد فضلنا ترجمتها بالهزاهز لانها أدق، وفي المصباح المنير "الهزاهز الفتن يهتز فيها الناس". (٢) أي من يثقل ضميره ابتاع هذه الوسائل فيراها مخالفة للأخلاق الفاضلة.
1 / 113