The Fifth Pillar
الركن الخامس
Penerbit
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
Lokasi Penerbit
دمشق- سوريا
Genre-genre
الله يعطي الدنيا بالدين ولا يعطي الدين بالدنيا وفي الخبر "مثل الذي يغزو في سبيل الله ﷿ ويأخذ أجرًا مثل أم موسى ﵇ ترضع ولدها وتأخذ أجرها" (١) فمن كان مثاله في أخذ الأجرة على الحج مثال أم موسى فلا بأس بأخذه فإنه يأخذ ليتمكن من الحج والزيارة فيه وليس يحج ليأخذ الأجرة بل يأخذ الأجرة ليحج كما كانت تأخذ أم موسى ليتيسر لها الإرضاع بتلبيس حالها عليهم.
الثاني: أن لا يُعاون أعداءَ الله سبحانه بتسليم المكس وهم الصادون عن المسجد الحرام من أمراء مكة والأعراب المترصدين في الطريق فإن تسليم المال إليهم إعانة على الظلم وتيسير لأسبابه عليهم فهو كالإعانة بالنفس فليتلطف في حيلة الخلاص فإن لم يقدر فقد قال بعض العلماء ولا بأس بما قاله: إنَّ ترْكَ التنفل بالحج والرجوع عن الطريق أفضل من إعانة الظلمة فإن هذه بدعة أحدثت وفي الانقياد لها ما يجعلها سنة مطرودة وفيه ذل وصغار على المسلمين ببذل جزية. ولا معنى لقول القائل: إن ذلك يؤخذ مني وأنا مضطر فإنه لو قعد في البيت أو رجع من الطريق لم يؤخذ منه شيء بل ربما يُظهر أسبابَ الترفه فتكثر مطالبته فلو كان في زي الفقراء لم يطالب فهو الذي ساق نفسه إلى حالة الاضطرار.
الثالث التوسع في الزاد وطيب النفس بالبذل والإنفاق من غير تقتير ولا إسراف بل على الاقتصاد وأعني بالإسراف التنعم بأطايب الأطعمة والترفه بشرب أنواعها على عادة المترفين فأما كثرة البذل فلا سرف فيه إذ لا خير في السَّرف ولا سرف في الخير كما قيل، وبذل الزاد في طريق الحج نفقة في سبيل الله ﷿ والدرهم بسبعمائة درهم. قال ابنُ عمر:
_________
(١) أخرجه ابن عدي من حديث معاذ وقال: مستقيم الإسناد منكر المتن كذا جاء في أحاديث الإحياء.
1 / 49