عند ذاك قال لها رجب: عودي إلى حذرك فقد وقعت في الشرك.
وجاء عم عبده ليغير ماء الجوزة، فأثنى له علي السيد على جودة الصنف، فقال الرجل: أمس نصحني المعلم بأن نشتري تموين شهر لأن المخبرين يراقبونه. - مؤامرة لابتزاز أموالنا فلا تصدقه.
وسألته سمارة: وأنت يا عم عبده ألا تخاف المخبرين؟
فأجاب عنه مصطفى راشد: لقد طعن في السن لدرجة تجعله فوق القانون!
ولمع نجم في الأفق كبسمة صافية. سأله عن المخبرين وهل يراقبون حقا، فأجاب بأنهم يراقبون المفيقين لا المساطيل، وأن النجوم تلمع كلما اقتربت من الأرض، وتخبو كلما أوغلت في الفضاء، وأن بعض الأضواء التي تزين القبة صدرت في الأصل عن نجوم قد كفنها العدم، وأن القوة التي تسخرك للا شيء أقوى من القوة التي تسخرك لأشياء. وتهاوى شهاب فجأة حتى خال أنه استقر وراء العوامة فوق البنفسج. وقال: جميع موظفي الإدارة أخذوا مكافآت تشجيعية سواي.
ولعن أحمد نصر المدير العام، فقال أنيس: وقفت في الحجرة غاضبا لأعلن احتجاجي ولكن غلبني الضحك.
وضحكوا ولكنه هز كتفيه. وتذكر علي السيد كيف كانوا يحتفلون بالهجرة في القناطر، فقال رجب القاضي: خير احتفال بالهجرة أن نهاجر.
وتألق وجهه بخاطر جديد فيما بدا، فقال: ما رأيكم في أن نجوب الخلوات في سيارتي؟ - ولكننا لم ننسطل بعد. - ننطلق بعد منتصف الليل.
رحبت سمارة بالاقتراح، وقال أحمد نصر إن في الحركة بركة، ولم يعترض أحد إلا أنيس الذي تمتم: لا.
ولكن هل تمضي القافلة في سيارتين؟ بل في سيارة واحدة وإلا فلا معنى لها. كيف والسيارة لا تتسع إلا لسبعة ونحن تسعة؟ فلتجلس ليلى على حجر خالد، وسنية على حجر علي. وتضاعف الحماس للرحلة التي جاءت بغير تدبير سابق. وقال أنيس بفتور: لا.
Halaman tidak diketahui