فقالت ليلى زيدان : ولكن الذرة لم تجعل للحصون قيمة، ولا للغزاة فضلا!
فقال أحمد نصر: إنها رفضت زواجا فاخرا، وهذا تصرف يستحق الإعجاب في ذاته.
فقالت سنية كامل: لا تحكم من قبل أن تعرف (ثم متوجهة إلى رجب)، ألم تلمح لك بطريقة ما إلى الزواج؟ - الزواج يجيء أحيانا بلا تلميح كالموت. - صارحني أيمكن أن تفكر أنت جديا في الزواج؟
تردد قليلا قبل أن يقول لا. أثر تردده في النفوس تأثيرا عميقا. لماذا لا أدفع بالمجمرة إلى الشرفة لأستمتع بمهرجان اللهب. إن توهجه خالد لا كتوهج النجوم الزائفة. ولكن المرأة كالغبار لا تعرف برائحتها الدسمة، ولكن عندما تستقر أنفاسها المحترقة في الأعماق. وكليوباترا على كثرة غرامياتها لم يعرف سر قلبها. وحب المرأة كالفن الهادف لا شك في سمو هدفه، ولكن تحوط بنزاهته الريب. ولا ينتفع مخلوق بهذه العوامة كالفئران والصراصير والأبراص. وليس كالحزن شيء يقتحم عليك المأوى بلا دعوة. وأمس قال لي الفجر عند طلوعه إنه في الحقيقة لا اسم له.
وانتبه إليهم وهم يتناقشون في اللحوم البلدية والسمك الروسي والعملة الصعبة والمعادلة العسيرة، ثم يضجون بالضحك. واهتزت العوامة مؤذنة بقادم فساد الصمت، ثم تمتمت سنية كامل: العروس!
جاءت سمارة مرحة نشيطة فصافحتهم بحرارة وهنأتهم بالعيد، وسرعان ما سئلت عن الرحلة فأجابت بأنها كانت رائعة، وأن عليهم أن يقوموا بمثلها لكي يخلقوا خلقا جديدا. ونقل خالد عينيه بين الحاضرين، ثم تساءل: ترى أيمكن أن نخلق خلقا جديدا؟
تبادلوا النظرات، ثم أغرقوا في الضحك. وقال لها مصطفى راشد: الحق عليك. إنك لم تكشفي لنا عن سر جديتك وحماسك! - لن أقع في الشرك! - واضح أنك في الإيمان القديم مثلنا، ومثلنا أيضا في الطبقة التي تنحدر نحو الهاوية، فكيف عثرت بعد ذلك على معنى؟ وخبرينا على الأقل ما هو؟
ترددت مليا، ثم قالت: إنها الحياة لا المعنى. - نحن نشعر بدفعها في غرائزنا، وفي تلك الحدود نمارسها على خير وجه. - كلا. - سبق أن قلنا لك ...
قاطعته: بعض غرائزها تعبد الموت كما تعلمون. - والمخرج؟ - الخروج من القوقعة.
كلام طلي ، ولكنه لا يقدم ولا يؤخر. - الحياة فوق المنطق.
Halaman tidak diketahui