71

Kitab At-Tawwabin

كتاب التوابين

Penerbit

دار ابن حزم

Nombor Edisi

الأولى ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "نَعَمْ أَخِي نَاوِلْنِي حَصًى مِنَ الأَرْضِ" فَنَاوَلْهُ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ وَقَالَ: "شَاهَتِ الْوُجُوهُ" فَمَرَّتْ كَأَنَّهَا عَنَانَةٌ فَدَخَلَتْ فِي أَعْيُنِهِمْ كُلِّهِمْ فَانْهَزَمُوا. وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: مَرَّ عَلَيْنَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ فَقَالَ: لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "هَلُمِّي يَا عَائِشَةُ حَتَّى أُرِيَكِ ابْنَ عَمِّي الشَّاعِرَ الَّذِي كَانَ يَهْجُونِي أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَآخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهُ لا يُجَاوِزُ طَرَفُهُ شِرَاكَ نَعْلِهِ". وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ حَيَاءً مِنْهُ. وَقَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: لا تَبْكُوا عَلَيَّ فَمَا تَنَطَّفْتُ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ. وَبَكَى عَلَى النَّبِيِّ ﷺ كَثِيرًا وَرَثَاهُ فَقَالَ: أَرَقْتُ وَبَاتَ لَيْلِي لا يَزُولُ ... وَلَيْلُ أَخِي الْمُصِيبَةُ فِيهِ طُولُ وَأَسْعَدَنِي الْبُكَاءُ وَذَاكَ فِيمَا ... أُصيبَ الْمُسْلِمُونَ به قليل لقد عظمت مصيبنا وَجَلَّتْ ... عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ قُبِضَ الرَّسُولُ فَأَضْحَتْ أَرْضُنَا مِمَّا عَرَاهَا ... تَكَادُ بِنَا جَوَانِبُهَا تَمِيلُ فَقَدْنَا الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ فِينَا ... يَرُوحُ بِهِ وَيَغْدُو جِبْرَئِيلُ وَذَاكَ أَحَقُّ مَا سَالَتْ عَلَيْهِ ... نُفُوسُ النَّاسِ أَوْ كَادَتْ تَسِيلُ نَبِيٌّ كَانَ يَجْلُو الشَّكَّ عَنَّا ... بِمَا يُوحَى إِلَيْهِ وَمَا يَقُولُ وَيَهْدِينَا فَلا يُخْشَى عَلَيْنَا ... ضَلالا وَالرَّسُولُ لَنَا دَلِيلُ أَفَاطِمُ إِنْ جَزَعَتْ فَذَاكَ عُذْرُ ... وَإِنْ لَمْ تَجْزَعِي فَهُوَ السَّبِيلُ فَقَبْرُ أَبِيكِ سَيِّدُ كُلِّ قَبْرٍ ... وَفِيهِ سَيِّدُ النَّاسِ الرَّسُولُ
٥٠ – [توبة عبد الله بن الزبعري ﵁] وهرب يوم الفتح هبيرة بن أبي وهب المخزومي زوج أم هانىء بنت أبي طالب وعبد الله بن الزبعري إلى نجران وكانا شاعرين يهجوان المسلمين. ويقال: إن ابن الزبعري أشعر شعراء قريش فأرسل حسان بن ثابت أبياتا يريد بها ابن الزبعري أنشدنيها ابن أبي الزناد:

1 / 75