Kitab At-Tawwabin
كتاب التوابين
Penerbit
دار ابن حزم
Nombor Edisi
الأولى ١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
الْأِسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣] هل كان الله تعالى الصادق في إكمال دينه أو أنت الصادق في نقصانه حتى يقال فيه بمقالتك هذه؟ فسكت ابن أبي دؤاد.
فقال الشيخ: أجب يا أحمد فلم يجب.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين اثنتان فقال الواثق اثنتان.
فقال الشيخ: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه هل علمها رسول الله ﷺ أم جهلها؟.
فقال ابن أبي دؤاد: علمها.
قال: فدعا الناس إليها؟ فسكت.
فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين ثلاث فقال الواثق: ثلاث.
فقال الشيخ: يا أحمد فاتسع لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ أن علمها وأمسك عنها كما زعمت ولم يطالب أمته بها؟.
قال: نعم قال الشيخ: واتسع لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب -﵃؟.
قال ابن أبي دؤاد: نعم.
فأعرض الشيخ عنه وأقبل على الواثق فقال: يا أمير المؤمنين! قد قدمت القول: إن أحمد يصبي ويضعف عن المناظرة يا أمير المؤمنين! إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة بما زعم هذا أنه اتسع لرسول الله ﷺ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله على من لم يتسع له ما اتسع لهم.
فقال الواثق: نعم إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول الله ﷺ ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فلا وسع الله علينا اقطعوا قيد الشيخ! فلما قطع القيد ضرب الشيخ بيده إلى القيد حتى يأخذه فجاذبه الحداد عليه.
فقال الواثق: دع الشيخ يأخذه! فأخذه فوضعه في كمه.
فقال له الواثق: يا شيخ! لم جاذبت الحداد عليه؟.
قال: لأني نوديت أن أتقدم إلى من أوصي إليه إذا أنا مت أن يجعله بيني وبين كفني حتى أخاصم به هذا الظالم عند الله يوم القيامة وأقول: يا رب! سل عبدك هذا لم قيدني وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي وبكى الشيخ وبكى الواثق وبكينا.
1 / 121