ومن حكمه قوله: يزيد في طيب الطعام مؤاكلة الكريم. الحاجة مع المحبة خير من الغنى مع العداوة.
حفظ العلوم كإلقاء البذور والتفكر في معانيها كالسقي.
الحكيم الجليل أبو الحسن الأبروي
كان طبيب السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، وكان طبيبًا فاضلًا حكيمًا استولى على (جمهرة) غرائب الحكمة. ومن كلماته قوله: من أكثر استماع الحكمة أوشك أن يتكلم بها.
الكريم هو الذي لا تزيله عن غريزته نعمة ولا محنة.
أبو علي الإخلاطي
كان حكيمًا حافظًا لأصول الحكمة، بارعًا فيها، شارحًا لمشكلاتها. ومن كلماته قوله: الإنصاف حكم عدل.
يسيء الظن بالفقير من كان ظنه فيه قبل فقره حسنًا اللئيم لا ينصح أحداُ إلا لحاجة أو خوف.
الحكيم أبو سعد التبريزي
مر ببيهق في الأيام الماضية فيع عهد والدي ﵀ وكان متميزًا في الحكمة خصوصًا في المعقولات.
ومن كلماته: إذا أحسنت ظنك بالأيام أهلكتك.
الغني من لم يكن في قيد الحرص أسيرًا من استطال على الإخوان لم يفز بصفاء مودتهم المسرور المبتهج بأن يمدح أحد كمادح نفسه من مدحك بما فيك، فأنت أعلم بما فيك من غيرك فلا تبتهج به، ومن مدحك بما ليس فيك فقد خدعك.
إذا كثر فكرك في الأمور الدنيوية صار فكرك في العلوم عقيمًا.
الحكيم أبو سعيد الأرموي
كان حكيمًا قد امتطى غوارب الحكمة، متبحرًا في الأدب، صاحب نظم ونثر، وله تصانيف منها كتاب في الآلهي، ورسالة في المنطق، وشرح المقالة الأولى والثانية من كتاب أوقليدس.
وحكى لي من أثق به أنه كان يؤدب في دار فخر الملك أولاده، فاجتمع له تسعمائة دينار نيسابورية فقال: أن بلغ المال ألف دينار أنزويت وأقبلت على العلم، وأعرضت عن مخالطة أبناء الدنيا. فلما بلغ المال تسعمائة وتسعين دينارً مات ذلك الحكيم حتف أنفه، وكان ذلك المال رزق غيره.
ومن كلمات ذلك الحكيم أنه قال يومًا لبخيل: لا تجتهد في إزالة يخلك بسبب أنفاقك، فإن مالك ينقص وبخلك لا يزول عنك، فإن التكلف لا يزيل العادة ولا الأمر الطبيعي.
وقال: الزاهد ينسلخ من صورة الإنسانية ويستوحش من الناس.
وقال: العفة وسط بين رذيلتين الشره والخمود.
ورأيت بخطه: في السياسات الطرف الأشرف هو الرئيس من كل وجه، والطرف الأخس هو المرؤوس من كل وجه، والوسائط كل واحد منها رئيس من وجه ومرؤوس من وجه.
الحكيم أبو الهيثم البوزجاني
لم أر له أثرًا في الحكمة سوى قصيدة له فارسية شرحها محمد بن سرح النيسابوري.
ولأبي الهيثم ذكر في عوام الحكماء لم يبلغ إلي منه تصنيف ولا كلام يعرف بهما طرف من مرتبته في العلم.
عبد أيشوع بن يوحنا المتطبب
كان حكيمًا كاملًا في الحكمة، والغالب عليه الطب.
ومن حكمه قوله من لم يعرف نفسه فكيف يوثق به في علم من العلوم وقال: النفس علامة إذا أقبلت على العلوم، وعمالة إذا أقبلت على السياسات.
وقال: في الألهيات الطرف الأعلى هو الحق تعالى، والطرف الأسفل هو الإنسان.
وقال: المحاكاة ألذ من حقيقة الشيء.
الحكيم الإمام أبو الحسن الأبريسمي
كان إمام الجامع القديم بنيسابور، وكان كدودًا في تحصيل الحكمة، مستفيدًا طول عمره، حافظًا للقرآن، عالمًا بوجوه قراءته، وحمل معه محمدًا ومحمودًا ابنيه وقصد غزنة، فحسده حكماء غزنة، وقالوا للسلطان مسعود بن إبراهيم يجب أن يجعل هذا الفقيه قفي سلك القراء فكان يحضر صباح كل يوم دار السلطان لقراءة القرآن حتى قضى نحبه.
وكتب من غزنة إلى بعض أصدقائه بنيسابور، لو قنعنا بما رزقنا الله تعالى بنيسابور لما قاسينا الغربة والحرمان، فإن من لم يقنع بما عنده لم يرزق إلا الحرمان.
وابنه محمود كان طبيبًا مقبولًا وعارفًا بالهندسة، وصال في دولة السلطان الأعظم من أحظى الحكماء والأطباء لديه، وأعزهم عليه.
الحكيم علي بن محمد الجمازي
القايني المقيم ببيهق
1 / 27