Pemantapan Imamah
تثبيت الامامة
[تدبير الخلق]
كنحو ما خلق من حيوان الأشياء، الذي خلقه لا يبقى إلا بمآدة الغذاء، وجعل غذآءه لا يكون إلا ببرد الأرض والماء، وبما فطر سبحانه من حرارة النار والهواء، وبما جعل من فصول السنة الأربعة، وجعل السنة لا تكون إلا بشهورها المجتمعة، وجعل الشهور لا تتم إلا بأيامها ولياليها، وما قدرها الله عليه من تواليها، وجعل الأيام لا تتم إلا بساعات أزمانها، والأزمان لا تتم إلا بحركة الأفلاك ودورانها، ثم فصل تعالى الليل من النهار، وفرق برحمته بين الظلم والأنوار، لتمام ما أراد من إبقاء المدبر، ولينتشر في النهار كل منتشر، في ابتغاء حاجاته، وليسكن في الليل من فتراته، ولم يجعل الليل والنهار سرمدا، ولم يعر منهما من خلقه إلا مخلدا، فقال سبحانه :{قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون، قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون } [القصص: 70 - 71]. فجعل الليل والنهار رحمة منه، ثم قسم تبارك وتعالى السنة، فجعلها أربعة أزمانا، وفننها للبقاء أفنانا، من شتآء وصيف، وربيع وخريف، ثم قدر في كل فن، ومع كل زمن، من الأغذية ضربا، يابسا فيه ورطبا، لا يصلح في غيره، ولا يتم إلا بتدبيره، وجعل هذه الأزمنة عمودا لتناسل الحيوان، وعلة لبقائهم إلى ما قدر لهم من الأزمان.
Halaman 66