Pemantapan Imamah
تثبيت الامامة
[طريق الإمامة]
ولو كان - الأمر في الإمامة كما قال المبطلون فيها، وعلى ما زعموا من أنهم الحاكمون بآرائهم واختيارهم عليها، وأن الخيرة فيها ما اختاروا، والرأي منها وبها ما رأوا - لكان في ذلك من طول مدة الالتماس، وما قد أعطبوا بقبحه وفساده من إهمال الناس، ما لا يخفى على نظرة عين، ولا تسلم معه عصمة دين، ولصاروا إلى ما كرهوا من فساد الاهمال، ولتعطل في مدة الطلب أكثر الأحكام، من الجمع والأعياد، والدفع والجهاد، وقذف المحصنات، ومكابرة المؤمنات، ولسقط حد الزاني والزانية، وكل حكم خصه الله بالتسمية .
ثم لما كان لما هم فيه من الطلب غاية تعرف، ولا للغرض فيه نهاية ينتهي إليها المكلف، ومن شأن الله تيسير كلفه، وتقريب تعريف معرفه، كنحو من تكليفه، وما كان من تعريفه، جل ثناؤه لنفسه، بما بين السماء والأرض من خلقه، وما عرف من رسله، بتواتر أعلام دلائله، وكقوله :{ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس } [الحج: 78]. وكقوله :{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } [البقرة: 185]. فقالوا : نختار لإمامتنا وديننا، أوثقنا لذلك في أنفسنا. فقلنا : لستم تختارون ذلك لأنفسكم، دون اختياركم فيه على ربكم، فلله الخيرة لا لكم. يقول الله جل ثناؤه :{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة } [القصص: 68]. وقال تعالى :{وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } [الأحزاب: 36]. يقول جل ثناؤه : إن يختاروا هم فتكون الخيرة لهم، والله ما جعل إليهم الخيرة فيما خولهم، ولا فيما جعل من أموالهم لهم، فكيف تكون إليهم الخيرة في أعظم الدين عظما، وأكبره عند علماء المؤمنين حكما .
Halaman 81