84

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genre-genre

فقال لهم الذين ناداهم: فما جزاء السارق عندكم (إن كنتم كاذبين) (1) في قولكم: إنا لم نسرق؟

(قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه) (2) أي يسترق.

وقيل: إن السنة كانت في بني إسرائيل ان السارق يسترق بسرقته، وفي دين الملك الضرب والضمان، فلهذا قال لهم يوسف: ما جزاء السارق عندكم؟

قالوا: يسترق بسرقته، (فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه - لإزالة التهمة- ثم استخرجها من وعاء أخيه) (3)، وإنما بدأ بأوعيتهم لأنه لو بدأ بوعاء أخيه لعلموا أنه هو الذي وضعها فيه، فأقبلوا على بنيامين، وقالوا له: فضحتنا وسودت وجوهنا، متى أخذت هذا الصاع؟

فقال: وضع هذا الصاع في رحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم. (4)

فأقبلوا إخوة يوسف على يوسف قائلين: (إن يسرق - بنيامين- فقد سرق أخ له من قبل) فليست سرقته بأمر بديع فإنه اقتدى بأخيه يوسف واختلف في السرقة التي أنبئوا بها يوسف؛ فقيل: كانت منطقة إسحاق (عليه السلام)، وكانت عند عمة يوسف، وكانت أكبر ولد إسحاق، وكانوا يتوارثونها بالكبر، وكانت تحضن يوسف وتربيه بعد وفاة امه، وتحبه حبا شديدا، فلما ترعرع أراد يعقوب أن يسترده منها، فاحتالت وجاءت بالمنطقة وشدتها على وسط يوسف وادعت أنه سرقها، وكان من سنتهم استرقاق السارق، فحبسته بذلك السبب عندها.

Halaman 110