83

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genre-genre

قال: وكانت الصاع أول مشربة للملك مصوغة من فضة مموهة بالذهب؛

وقيل: كانت من ذهب مرصعة بالجواهر، ثم لما وقع القحط جعلت مكيالا يكال بها الطعام، ثم انطلقوا راجعين إلى أبيهم ومعهم أخوهم ابن يامين، فلما فصلوا عن مصر أرسل يوسف في أعقابهم رجاله، فنادوا فيهم: (أيتها العير إنكم لسارقون) (1)؛ قيل: إن يوسف أمر المنادي أن ينادي إنكم لسارقون ولن ترد سرقة الصاع، وإنما عني به إنكم سرقتم يوسف من أبيه، وألقيتموه في الجب.

وأقبلوا أصحاب العير على أصحاب يوسف قائلين لهم: (ما ذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك) - أي: صاعه ومشربته (2)- (ولمن جاء به حمل بعير) (3)، فأجابهم إخوة يوسف: (تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين) (4) فإنكم اطلعتم على حسن سيرتنا مرة بعد اخرى، فقد علمتم أن السرقة ليست من شأننا؛ وقيل: إنما قالوا ذلك لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم مخافة أن تكون وضعت بغير إذن الملك لأن من رد ما وجد لا يكون سارقا؛ وقيل: إنهم لما دخلوا مصر في أول مرة رأوهم قد شدوا أفواه دوابهم كي لا تتناول الحرث والزرع.

فردوا العير بأجمعها إلى مصر، فلما حضروا عند يوسف قيل لهم: إنكم لسارقون.

قالوا: معاذ الله أن نكون سارقين.

Halaman 109