354

Tasawuf

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

Genre-genre

لم يساووك في علاك وقد حا

ل سنا منك دونهم وسناء

إنما مثلوا صفاتك للنا

س كما مثل النجوم الماء

وقول البوصيري في البردة:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم

وقلت بما شئت مدحا فيه واحتكم

فيه انحراف عن هذه النظرية - لأن ما ادعاه النصارى لعيسى عين ما ادعاه الصوفية لمحمد - فعيسى عند النصارى رب، ولكن له أب هو رب الأرباب، وكذلك محمد هو عند الصوفية رب له أصل هو الذات الأحدية.

11

ومن العجيب أن نظرية التثليث لا تبدو شيئا خطرا عند الصوفية، فهم يقولون بها في غير تهيب ولا إشفاق، وإن كان لها عندهم وضع آخر يتمثل في الأوجه المختلفة لشخصية المسيح، فمن نظر في عيسى من حيث صورته للبشرية الإنسانية فهو ابن مريم، ومن نظر فيه من حيث الصورة الممثلة البشرية فهو منسوب إلى جبريل، ومن نظر فيه من حيث إحياء الموتى فهو منسوب إلى الله بالروحية «فهو كلمة الله وهو روح الله وهو عبد الله»

Halaman tidak diketahui