87

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

Penerbit

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

Nombor Edisi

الثانية ١٤٢٧هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٦م

Genre-genre

الباب الثاني: علم التوحيد مبادىء ومقدمات الفصل الأول: مبادىء علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة تمهيد ... الباب الثاني: علم التوحيد مبادئ ومقدمات الفصل الأول: مبادئ علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة. تمهيد: كان طلب العلم زمن الصحابة ﵃ اشتغالًا بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة حفظا وفهما، رطريقة موسوعية جامعة، فلا تتجاتوز الآية الواحدة حتى يتعلم ما فيها من أنواع العلم والعمل معًا، وذلك من غير تمييز بين أنواع المسائل الشرعية أو تفريق بين ألوانها. فلما تطاول الزمان، كثرت المسائل، وتنوعت النوازل، واتسعت البلدان، واختلط اللسان العربي بالأعجمي، وظهرت عجمة في الأفهام نتيجة لعجمة اللسان، واقتضى حسن التعليم، ويسر التلقين، العدول عن تلك الطريقة الموسوعية الجامعة إلى ما هو أيسر وأقصر، فعمد أهل العلم إلى جمل من المسائل العلمية التي تشترك في وحدة موضوعية جامعة، فأفردوها باسم يخصها، وبلقب يميزها عن غيرها من المسائل، فتمايزت بذلك العلوم، وتباينت الفنون في اسمها ورسمها، وعرفوا تلك العلوم بما يضبط مسائلها بطريقين غالبا، إما بذكر الموضوع والمسائل التي يحتويها العلم، وسموا ذلك حدا أو تعريفا، وإما بذكر الفائدة، والثمرة، والغاية من دراسة ذلك العلم، وسموا ذلك رسما، والذي دعا إلى هذا التنويع هو أن فائدة العلم غير موضوعه ومسائله، فكما أن الثمرة ناشئة عن الشجرة وليست عينها، فالفائدة مترتبة وناشئة عن العلم بتلك المسائل وليست عينها أيضا، فصار العلم المتميز بشخصيته عند علماء التدوين هو جملة المسائل المضبوطة بجهة واحدة، موضوعية كانت أو غائية. ثم إنه جرت عادة المصنفين من المتأخرين أن يدونوا مقدمة عن العلم وفضله وثمراته، وما يتعلق به في صدر مصنفاتهم، وذلك لفوائد منها: ١- أن يحصل طالب العلم بصيرة، وتصورا إجماليا للعلم قبل أن يدخل إلى تفاصيله،

1 / 101