Zaman Pemerintahan Khulafa' al-Rashidin: Sejarah Umat Arab (Jilid Ketiga)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Genre-genre
وكان زعيم بني بكر هو الحطم بن ضبيعة، وكان جبارا عاتيا، فأعلن ارتداده عن الإسلام، وأخذ يدعو إلى قتال أبي بكر ومنع الزكاة، فالتف حوله كثير من المنافقين والمرتدين، وسار بهم حتى نزل «القطيف» و«هجر»، فلقي رجال الجارود، فقاتلهم وآذاهم، ثم إن أبا بكر بعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ولحقه ثمامة بن أثال الحنفي في نفر من مسلمي بني حنيفة وقيس بن عاصم المنقري في قومه، وأتاه كثير من أهل اليمن، فسلك بهم الدهناء حتى كادوا أن يهلكوا ولكن الله سلم، وبلغ البحرين وحاصر المرتدين مدة شهر، وخندق كل فريق على نفسه وأخذوا يتبادلون القتال في النهار ، فإذا أمسوا رجع كل إلى خندقه، حتى إذا كانت ليلة سمع المسلمون منها جلبة وضوضاء في معسكر المرتدين، فبعث العلاء من يأتيه بحقيقة الخبر، فرجع الرسول فأخبره أن القوم سكارى، فعزم العلاء على أن يبيتهم تلك الليلة شر بيات، وهجم عليهم واضطرهم إلى الهرب نحو «دارين»، وهي إحدى جزر الخليج الفارسي، فعبر المسلمون البحر خلفهم سباحة وقاتلوهم هناك حتى ظفروا بهم وبمن انضم إليهم من الزط والسيابجة. وللعلاء بن الحضرمي خطبة رائعة في حضهم على اقتحام البحر، قال فيها: «إن الله قد جمع لكم أحزاب الشياطين، وشرد الحرب في هذا البحر، وقد أراكم من آياته في البر لتعتبروا بها في البحر، فانهضوا إلى عدوكم ثم استعرضوا البحر إليهم، فإن الله قد جمعهم ...» فقالوا له: نفعل ولا نهاب والله بعد الدهناء هولا ما بقينا، فارتحل وارتحلوا، وغنموا مغانم كثيرة من مال وسبي، وبلغ نفل الفارس ستة آلاف، والراجل ألفين، وفي ذلك يقول عفيف بن المنذر:
ألم تر أن الله ذلل بحره
وأنزل بالكفار إحدى الجلائل
دعونا الذي شق البحار فجاءنا
بأعجب من فلق البحار الأوائل
وكتب العلاء إلى أبي بكر يقول: «أما بعد فإن الله تبارك وتعالى فجر لنا الدهناء فيضا لا ترى غواربه، وأرانا آية وعبرة بعد غم وكرب، لنحمد الله ونمجده، فادع الله واستنصره لجنده وأعوان دينه.» فلما قرأ أبو بكر كتاب العلاء أخذ يحمد الله ويقول: «ما زالت العرب فيما تحدث عن بلدانها تقول: إن لقمان حين سئل عن الدهناء أيحتقرونها أو يدعونها؟ نهاهم وقال: لا تبلغها الأرشية، ولم تقر العيون، وإن شأن هذا الفيض من عظيم الآيات، وما سمعنا به في أمة قبلها.»
7
خبر أهل عمان
أسلم أهل عمان في عهد النبي، فأمر عليهم الأخوين جيفرا وعبادا ابني الجلندي العماني، وظلا على أحسن سيرة إلى أن مات رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكان في وجوه عمان رجل يسمى: لقيط بن مالك الأزدي، وكان يغار من الجلندي ويساميه، فلما مات رسول الله وارتدت العرب ادعى لقيط النبوة ، وتبعه كثير من أعراب الأزد وأهل عمان وأجلاف البادية، وكثرت جموعه فخافه ابنا الجلندي، ثم هاجمهما ففرا منه والتجآ إلى الجبال، وكاتبا أبا بكر بأمر لقيط، فبعث حذيفة بن محصن إلى عمان، وعرفجة بن هرثمة إلى مهرة، فلما وصلا كاتبا جيفرا فأمدهما بما يقدر عليه.
Halaman tidak diketahui