Zaman Pemerintahan Khulafa' al-Rashidin: Sejarah Umat Arab (Jilid Ketiga)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Genre-genre
عليهم ستة من وجوههم، وهم: (1) الزبرقان بن بدر. (2) قيس بن عاصم. (3) صفوان بن صفوان. (4) مالك بن نويرة. (5) سبرة بن عمرو. (6) وكيع بن مالك. فأقاموا في حياة النبي يجيئون بصدقات قومهم إليه وينفذون أوامر الإسلام، إلى أن انتقل النبي إلى جوار ربه، فأعلن مالك بن نويرة ووكيع بن مالك ارتدادهما عن الإسلام، ومنعا إرسال زكاة قومهما إلى أبي بكر، وتبعه بعض قومه، وظل الآخرون على الإسلام، فأخذوا يختصمون فيما بينهم ويتقارعون بالسيوف والحراب.
وبينما هم كذلك جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد، وهي امرأة داهية نصرانية من بني تغلب، كانت تقيم مع قومها في الجزيرة، فلما علمت بوفاة النبي ادعت النبوة، وتبعها نفر من قومها وأوشاب العرب؛ حتى عظم جمعها، وأرادت أن تغزو أبا بكر في المدينة، فلما وصلت إلى ديار بني تميم دعت مالكا إلى الدخول في دينها، فدخل فيه، ووادعها وثناها عن غزو أبي بكر، وأغراها بقتال مسلمي تميم، فقاتلتهم وهزمتهم، ثم جمعت جموعها وسارت إلى الحجاز تريد المدينة، حتى إذا بلغت النباج اعترضتها جموع من تميم فحاربوها وقتلوا بعض رجالها وأسروا بعضهم وأسرت هي بعض رجالهم، ثم تحاجزوا على أن تطلق الأسرى ويطلقوا أسراهم وترجع فلا تجتاز ديارهم، فيئست بذلك من الوصول إلى المدينة وانقلبت إلى اليمامة.
أما بنو تميم فإنهم رجعوا إلى الإمام وندموا على فعلتهم إلا مالك بن نويرة، فإنه ظل مرتدا متحيرا حتى قدم عليه خالد بن الوليد في البطاح، فبث السرايا في النواحي، وأمرهم أن يدعوا الناس للإسلام وأن يأتوه بكل من لا يجيب إليه، وإن امتنع قتلوه، فكان من أمر مالك أن وقع أسيرا في يد بعض سرايا خالد، فجاءوا به مع نفر من بني ثعلبة، وقد اختلف رجال السرية في أقوالهم أمام خالد، فنفر قالوا إن مالكا وقومه قد أذنوا وصلوا، ونفر قالوا إنهم لم يفعلوا ذلك، فلما رأى خالد اختلاف القوم في أمرهم أمر بحبسهم، فحبسوا في ليلة باردة، وأمر خالد مناديا فنادى: أدفئوا أسراكم، وكان في لغة كنانة أنهم إذا «أدثروا» الرجل فأدفئوه: قصدوا قتله، فظن القوم أنه أراد القتل، فقتل ضرار بن الأزور مالكا، وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال امرأة مالك. ولما بلغت هذه الأخبار أبا بكر وسمع عمر بمقتل مالك وتزوج خالد بامرأته أشار على أبي بكر بمعاقبة خالد، وقال : إن في سيف خالد رهقا، فإن لم يكن هذا حقا، حق عليه أن نقيده. وأكثر عمر على أبي بكر في خالد، وكان أبو بكر لا يقيد من عماله، فقال لعمر: هيه يا عمر، تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد. وودى مالكا، وكتب إلى خالد أن يقدم عليه، فأقبل وسأله عن الأمر فأخبره به، فعذره وعنفه في تزوج المرأة، ثم قدم متمم بن نويرة أخو مالك على أبي بكر ينشد أبا بكر دم أخيه ويطالبه برد السبي، فرد السبي إليه، وألح عمر على أبي بكر بعزل خالد، فقال أبو بكر: لا يا عمر لم أكن لأشيم سيفا سله الله على الكافرين.
6
خبر مسيلمة الحنفي
كان مسيلمة الحنفي فيمن وفد من زعماء بني حنيفة على النبي
صلى الله عليه وسلم ، وأسلم، ولكنه ما لبث أن ارتد وادعى النبوة، وكتب إلى النبي كتابا يقول له فيه قد أوحي إليه، وأن جبريل نزل عليه يخبره بأن الله قد قاسمه النبوة مع محمد، وشاطره الملك والسيادة في جزيرة العرب. فكتب إليه الرسول كتابا نصه: «من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.» وكان ذلك عقب حجة الوداع، فاستمر مسيلمة في ضلاله، فبعث إليه النبي الكريم أحد وجوه بني حنيفة من المسلمين، وهو الرجال بن عنفوة، وكان ممن أسلم وتفقه وقرأ القرآن، فأمره الرسول بأن يأتي قومه بني حنيفة فيفقههم في الدين ويقرئهم القرآن، ويعلمهم أهداف الإسلام، ويشغب على مسيلمة ويشد أمر المسلمين، فما كان من مسيلمة إلا أن خدعه واجتذبه إلى جهته، فتابع مسيلمة وشهد له بالاشتراك في الرسالة مع النبي، فكان بهذه الشهادة أعظم فتنة على الإسلام من مسيلمة. ولم يلبث الرسول أن توفي فعظم أمر مسيلمة، وانضمت إليه جموع كثيرة من بني حنيفة والقبائل المجاورة لها. فلما استخلف أبو بكر وبعث القواد لمحاربة المرتدين بعث إليه بعكرمة بن أبي جهل وألحق به شرحبيل بن حسنة، فتعجل عكرمة في قتاله ولم ينتظر مجيء المدد إليه مع شرحبيل، فقاتله مسيلمة فهزمه وشتت شمل جموعه، وبلغت أخبار هذه الكسرة مسامع أبي بكر، فأمر خالد بن الوليد أن يتوجه إلى قتاله على رأس جيش كثيف فيه صناديد المسلمين من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى شرحبيل يأمره بانتظار خالد حتى يجتمعا على جنود مسيلمة التي تبلغ عدتها أربعين ألفا. فلما علم مسيلمة وبنو حنيفة بدنو خالد خرجوا فعسكروا في منتهى ريف اليمامة، وأخذوا يستنفرون الناس ويحرضون الشبان على حمل السلاح ضد خالد، فنفر معهم عدد كبير، ولما قدم خالد وشرحبيل التقى بسرية لبني حنيفة، فأمر خالد بقتل أفرادها إلا قائدها مجاعة بن مرارة، فإنه استبقاه لشرفه.
ثم إن خالدا سار حتى لقي حنيفة، فتقاتل الفريقان بشدة، وكادت الدائرة تدور على المسلمين حتى وصل المرتدون إلى فسطاط خالد، وأرادوا أخذ امرأته فمنعهم من ذلك مجاعة بن مرارة، وقال: نعم الحرة هي. ثم إن خالدا أخذ يحرض المسلمين ويدعوهم إلى الاستبسال، فأنزل الله سكينته على المسلمين، وحمل خالد حملة شديدة على المرتدين فردهم ناكصين على أدبارهم، ثم طلب مسيلمة للبراز فبرز إليه، فلما اشتد خالد عليه وكاد أن يفتك به فر هاربا وزال أصحابه عن أمكنتهم، ثم نادى خالد بجموع المسلمين أن يهجموا، فانقضوا على المرتدين واضطروهم على أن يدخلوا متحصنين في بستان مسيلمة الذي كان يسميه «حديقة الرحمن»، فقال البراء بن مالك أحد أبطال الأنصار: ألقوني عليهم، فألقوه، فقتل من على الباب وفتحه، فدخل المسلمون وأكثروا القتل في المرتدين، وأراد مسيلمة الفرار فلحق به وحشي - قاتل حمزة - فقتله، ثم تفرق بنو حنيفة وركبهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقال مجاعة لخالد: تعال أصالحك. ورأى خالد ما لحق بالمسلمين من التعب، وظن أن في حصون بني حنيفة رجالا وسلاحا، فجنح إلى الصلح مصالحة على الصفراء والبيضاء ونصف السبي والسلاح وبستان ومزرعة من كل قرية، فأبوا، فصالحهم على الربع فصالحوه، وفتحت الحصون فلم يجد خالد فيها إلا النساء والمستضعفين، فقال لمجاعة: خدعتني! فقال: قومي ولم أستطع إلا ما صنعت. ثم إن أبا بكر بعث إليه بكتاب يأمره فيه إن ظفر ببني حنيفة بقتل كل محتلم منهم، فوفى لهم بصلحه ولم يغدر بهم، وبعث وفدا منهم إلى أبي بكر فأعلنوا إسلامهم، وأحسن إليهم أبو بكر وسألهم عن بعض أسجاع مسيلمة، فأسمعوه بعضها، كقوله: «يا ضفدع نقي نقي، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم معتدون.» فقال أبو بكر: سبحان الله، هذا الكلام ما خرج من إل ولا بر، فأين يذهب بكم عن أحلامكم؟ ثم إنه ردهم إلى قومهم.
خبر ربيعة
كانت بلاد البحرين مقرا لقبائل بني عبد القيس، وبكر بن وائل من بني ربيعة، وكانوا قوما متحمسين، دعاهم الرسول إلى الإسلام فأسلموا، وأمر عليهم زعيمهم المنذر بن ساوى. فلما مات الرسول ومات بعده المنذر ارتدت قبائل البحرين، فأما بنو بكر فظلت على ردتها، وأما بنو عبد القيس فلم تلبث أن رجعت إلى الإسلام بفضل الجارود بن المعلى العبدي الذي ناقشهم، وأخذ يدعوهم بالحسنى ويقول لهم: «هل تعلمون أن الله بعث أنبياء قبل محمد؟ فقالوا: نعم. فقال: هل تعلمون أنهم أحياء أم ماتوا؟ فقالوا: قد ماتوا. فقال لهم: إن محمدا مثلهم قد مات، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.» فرجعوا معه إلى الدين وهدأت ثورتهم.
Halaman tidak diketahui