Sejarah Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genre-genre
21
التي استمال انعطافها الخصوصي، إن فخره بمقامه الرفيع وأهميته العظمى إنما كان يصور له أنه إذا أقدم على سحق قائد خرج من صفوف الثورة عالج أمرا لا شك في تحقيقه، ودنا من القائد الفرنسي بنوع من الطيش، إلا أن هيئة هذا وكلماته الأولى التي تلفظ بها كانت كافية لأن تعيده إلى مكانه الذي لم يخرج منه بعد ذلك.»
وقد زاد السيد ده لاس كاز
22
على ذلك بقوله: إن المفاوضات فترت كثيرا في بادئ الأمر؛ لأن السيد ده كوبنتزل، حسب عادة الديوان النمسوي، أظهر مهارة فائقة بإطالة الأمور إطالة بعيدة، أما القائد الفرنسي فقد عزم على إنهاء الأمر إنهاء باتا، فرفض ذلك منه، فنهض عقب ذلك بنوع من الغضب وصرخ بشدة قائلا: «إنكم تريدون الحرب؟ فليكن ما تريدون!» ثم تناول قطعة من الصيني الجميل، كان السيد ده كوبنتزل يقول عنها مرارا بشيء من عرفان الجميل: إنها هدية من كاترين، ورماها بكل قواه على الحضيض، فتحطمت تحطيما وصرخ قائلا: «انظروا! هكذا ستصبح مملكتكم النمسوية بعد ثلاثة أشهر! إنني لأعدكم بذلك وعدا!» بعد ذلك وثب إلى خارج القاعة بسرعة عظيمة، أما السيد ده كوبنتزل فقد لبث متحجرا في مكانه من شدة الذهول، ولكن السيد ده كاللو، معاونه، والذي كان أكثر تساهلا منه، رافق القائد الفرنسي حتى مركبته وهو يحاول أن يبقيه، قال نابوليون: «كان يرفع قبعته مرارا عديدة، حتى إن هيئته البشعة جعلتني، بالرغم من غضبي المنتشر على وجهي، أضحك في نفسي ضحكا شديدا.»
هذا النوع من المداولة، الذي يثبت ما قاله نابوليون عن قلة استعداده في فن المداولة، حال دون بلوغه النتيجة التي كان وعد نفسه بها، إلا أن الفظاظة في مثل هذه الظروف إنما هي حذاقة ومهارة، كان يجب أن يوضع حدا لذلك البطء والتردد الغدار اللذين كان الديوان النمسوي يستشعرهما في مواقفه، ثم إن الحدة التي أبداها بونابرت في سحقه هدية الملكة كاترين، خدمت مصالح فرنسا أكثر مما تستطيعه حيلة رجل من رجال البلاط.
بينما كان نابوليون يعاني في إيطاليا بسبب بطاءة المداولات، والبطالة التي رسمها له مجلس الشعب، والإهانات التي كانت أحزاب الداخلية تصوبها إليه من جميع جهات أوروبا على يد المهاجرين والمراسلين المأجورين، كان مجلس الشعب مهددا بأكثرية المجلسين الملكية، وكان الثامن عشر من فروكتيدور
23
على الأبواب.
كان على جيش إيطاليا الذي انتصر في مواقع عديدة تحت ظل العلم الجمهوري والقائد العظيم الذي قاده من نصر إلى نصر، كان عليه أن يوقظ انتباه الفئتين، مخاوف الأولى وآمال الأخرى، أما نابوليون، الذي اضطهد وافتري عليه قبل هنيهة، وجد نفسه مطلوبا ومملقا من جميع الجهات، حتى إن ترونسون ديكودراي، أحد خطباء الأكثرية الملكية، لم يخش أن يلقب رامي قنابل 13 فنديميير بلقب «بطل» قائلا: «إنه تفرد بالذكاء في المداولة بعد أن ضاهى في ثمانية أشهر أعظم الرجال في الفن العسكري.»
Halaman tidak diketahui