============================================================
وفي ستة سبع وسنين ومايتي ندب الموفق بالله ولده أبا العباس المعتضد بالله لحرب الحبيب بأصحابه فخرج في عشرة ألف فارس وراجل وواصلهم كاتوا في أكثر من ماية ألف فانهزموا من مواضعهم التي كانوا استولوا عليها وغتم من أموالهم ما لا يحصى واسنتقذ من النساء المسلمات التي كن في أسره خمسة ألف امرأة وردهن إلى أهاليهن سوى من ظفر بهن من الريحيات ثم وصل إلى بلد الحبيب الذي بناه وسماه المبيعة فأخذ جميع ما فيها ثم هدم سورها تم ظم خنادقها وأحرق ما كان فيها من السفن ثم تبعهم الموفق بالله إلى مدينة كاتوا قد بنوها وحصنوها بخمس خنادق أمام كل سور خندق وهجمها وهزمهم منها وأخذ منها من الأموال ما لا يحصى ثم تبعهم في البلاد وقتل من أكابرهم
الموفق حصانة البلد علم أنها لا تتفتح في مدة فريبة فابنتى مدينة بازائها سماها الموفقية ودعا التجار إليها وبنى بها الجامع وضرب الدتاتير والدراهم فيها وأقام على مصابرة الحبيب (171) وبذل الأموال فهرب جماعة من أصحابه إليه فلما كان ذو الحجة تلم أصحاب الموفق في سور مدينة الحبيب ثلما ودخلوا فيها وقتلوا أصحاب الحبيب فوقع فيهم القتل والنهب إلى شهر شعبان فونقوا عليهم طويلا ودافعوا عن نفوسهم إلى آن حملوا عليهم جيش الموفق فسكروهم عن النهر وهزموهم وصار جماعة من قواد الحبيب إلى الموفق، وفي سنة تمان وستين وماينتي زحف الموفق إلى مدينة الحبيب فنظم فهي سورها تلمأ كثيرة ودخل إلى المدينة من جميع الظم فانهزم الحبيب وأصحابه وانضموا إلى مكان في المديتة عصوا فيه وفانظهم الموفق في دفعات كثيرة وكان الظفر فيها كلها للموفق.
وفي هذه السنة أظهر لولو الخلاف على مولاه أحمد بن طولون صاحب مصر.
وفي سنة تسع وستين ومايتي جرت حروب بين الموفق بالله وبين الحبيب صاحب الريح فأصاب الموفق سهم في صدره فامتتع بسببه مدة من القتال ثم برأ وأعاد القتال وزحف الموفق إلى مديتة الحبيب وهدم سورها وقنل جماعة وأسر جماعة وأستأمن جماعة.
وفيها كتب لولو مولى آحمد بن طولون إلى الموفق بستأذنه في المصير إليه ومقاومة مولاه وشرط لنفسه شروطا فأجاب الموفق إليها فتوجه لولو اليه.
وفي هذه السنة أمر الموفق بالله بلعنة أحمد بن طولون على المنابر والسيب في ذلك أن المتعمد (المعتمد) على الله ولى أخاه الموفق بالله ولاية عهده فاستولى عليه الموفق ولم يبق للمعتمد معه إلا مجرد الاسم والدعاء على المتابر وضرب اسمه على الدناتير والدراهم فأما تتبير الملك فهو للموفق دونه فلما كان في هذه السنة توجه المعتمد على
Halaman 117