وفرعوها (1). وتقدم أحدهم فأقحم فرسه في تلك الثلمة، وأضرم قبسه في تلك الظلمة، وكان/ 45/ على الفرس درعان غديرهما (2) يبرد حر الطعان، وحديدهما يجدع مارن المران (3). فنكل عنه الناس وانتقضت الأساس، وحق اليأس، ثم دخل ثان وثالث، وحدث معضل واعضل حادث، وخلص الرجالة إلى السور المتشعث فتمكنوا من هدمه، وصدقهم الشيطان في زعمه، ونفذ حكم الله ولا معقب لحكمه (4).
ولاقوا في أول الشارع من كرام المسلمين جماعة، حبسوهم هنالك ساعة، وثبت معهم الوالي زمنا، وأبلى بلاء حسنا، ودخل اللعين ابن عباد، المحتقب من ردته شر عتاد، فعدل بهم عن تلك الطريق إلى أخرى، وتمت بقضاء الله البطشة الكبرى، ورجفت الراجفة (5)، وجالت في البلد الخيول الجارية بل السيول الجارفة (6)، وذهبوا بتلك النضارة، وأحالوا السيف على المقاتلة والنظارة.
Halaman 132