قيسيا لقتال زفر، فثبطه عمير وأشار عليه بالمسير إلى الموصل قبل وصول جيش المختار إليها؛ فسار إليها ولقى إبراهيم بن الأشتر بالخازر، فمال عمير معه فانهزم جيش عبيد الله وقتل هو؛ فأتى عمير قرقيسيا وصار مع زفر، فجعلا يطلبان كلبا واليمانية بمن قتلوا من ليس، وكان معهما قوم من تغلب يقاتلون معهما ويدلونهما، وشغل عبد الملك عنهما بمصعب، وتغلب عمير على نصيبين.
~~ثم إنه مل المقام بقرقيسيا؛ فاستأمن إلى عبد الملك فآمنه، ثم غدر به فحبسه عند مولاه الريان، فسقاه عمير ومن معه من الحرس خمرا حتى أسكرهم ، وتسلق فى سلم من حبال، وخرج من الحبس، وعاد إلى الجزيرة، ونزل على نهر البليغخ بين حران والرقة، فاجتمعت إليه قيس، فكان يغير بهم على كلب واليمانية، وكان من معه يستأوون جوارى تغلب، ويسخرون مشايخهم من النصارى، فهاج ذلك بينهم شرا لم يبلغ الحرب، وذلك ثبل مسير عبد الملك إلى مصعب وزفر.
~~ثم إن عميرا أغار على كلب، ثم رجع فنزل على الخابور، وكانت منازل تغلب بين الخابور والفرات ودجلة، وكانت بحيث نزل عمير امرأة من تميم ناكح في تغلب يقال لها: م دويل، فأخذ غلام من بنى الحريش أصحاب عمير عددا من غنمها، فشكت إلى عمير، قلم يمنع عنها، فأخذوا الباقى فمانعهم قوم من تغلب، فقتل رجل منهم يقال له : مجاشع التغلبى، وجاء دويل، فشكت أمه إليه، وكان فارسا من فرسان تغلب، فسار في قومه، وجعل يذكرهم ما تصنع بهم قيس ، ويشكو إليهم ما أخذ من غنم أمه؛ فاجتمع منهم جماعة وأمروا عليهم شعيث بن مليك التغلبى، وأغاروا على بنى الحريش ومعهم قوم من ثمير، فقتل فيهم التغلبيون، واستاقوا ذودا لامرأة منهم يقال لها : أم الهيثم، فمانعهم القيسيون، فلم يقدروا على منعهم؛ فقال الأخطل:
فان تسالونا بالحريش فإننا
منينا ينوك منهم وفجور
غداة تحامتنا الحريش كأنها
كلاب بدت أنيابها لهرير
وجاءوا بجمع ناصري أم هيثم
فما رجعوا من ذودها ببعير
پوم ماكسين: ولما استحكم الشر بين قيس وتغلب، وعلى قيس عمير، وعلى تغلب شعيث - غزا عمير بنى تغلب وجماعتهم بماكسين من الخابور، فاقتتلوا قتالا شديدا، وهى أول وقعة لهم، فقتل من بنى تغلب خمسمائة، وقتل شعيث، وكانت رجله قطعت، فقاقل حتى قتل وهو يقول: ----
Halaman 118