عمير بن عطارد على أذربيجان، وبعث عبد الرحمن بن سعيد على الموصل، فلما قدم عليه عبد الرحمن بن سعيد من قبل المختار أميرا، تنحى له عن الموصل ، ثم شخص إلى المختار فبايع له، وكان المختار يقضى بين الناس ، ثم قال : لى فيما أحاول شغل عن القضاء، فأجلس للناس شريحا، فقضى بين الناس، ثم تمارض شريح ؛ فأقام المختار مكانه عبد الله بن عتبة بن مسعود (1).
~~وفيها وثب المختار بمن في الكوفة من قتلة الحسين؛ وكان سبب ذلك أن المختار لما استوثق له أمره بعث عبيد الله بن زياد إلى العراق ، وجعل له ما غلب عليه ، وأمره أن ينهب الكوفة إذا ظفر بأهلها ثلاثا، فمر بأرض الجزيرة فاحتبس بها ويقتال أملها عن العراق نحوا من سنة، ثم أقبل إلى الموصل ، فكتب عبد الرحمن بن سعيد عامل المختار على الموصل إلى المختار : أما بعد، فإنى أخبرك - أيها الأمير - أن عبيد الله بن زياد قد دخل إلى أرض الموصل ، وقد وجه خيله قبلى ورجاله ، وأنى انحزت إلى تكريت حتى يأتينى أمرك . فكتب إليه المختار : أصبت، فلا تبرح من مكانك حتى يأتيك أمرى. ثم قال ليزيد بن أنس: اذهب إلى الموصل، فإنى ممدك بالرجال، فقال : سرح معى ثلاثة آلاف قارس أنتخبهم، فإن احتجت إلى الرجال فساكتب إليك، قال المختار: فانتخت من احببت، فانتخت ثلاثة آلاف فارس.
~~ثم فصل من الكوفة فخرج معه المختار يشيعه، وقال له : إذا لقيت عدوك فلا تناظرهم، وإذا أمكنتك الفرصة فلا تؤخرها، وليكن خبرك فى كل يوم عندى، وإن احتجت إلى مدد فاكتب إلى مع أنى ممدك ولو لم تستمد، فقال يزيد : وايم الله، لئن لقيتهم ففاتنى النصر لا تفوتنى الشهادة، فكتب المختار إلى عبد الرحمن بن سعيد : أما بعد، فخل بين يزيد وبين البلاد، والسلام عليكم. فسار حتى أتى أرض الموصل، فسأل عبيد الله ين زياد عن عدة أصحاب يزيد، فقيل: خرج مع ثلاثة آلاف، فقال : انا أبعث إلى كل ألف ألفين، فمرض يزيد فقال: إن هلكت فأميركم ورقاء بن عازب الأسدى، فإن هلك فأميركم عبد الله بن ضمرة العذرى، فإن هلك فأميركم سعر بن أبى سعر الحنفى ، ثم قال : قدمونى وقاتلوا عنى، فأخرجوه فى يوم عرفة سنة ست وستين، فجعل يقول : اصنعوا كذا، افعلوا كذا، ثم يغلبه الوجع فيوضع، فاقتتل القوم قبل شروق الشمس، فهزم اصحاب عبيد الله وقتل قائدهم.
----
Halaman 109