خوارزم يتشاورون في أمورهم، وكان المسلمون يطلبون إلى أمرائهم غزو تلك المدينة فيأبون عليهم ، فلما قدم سالم خراسان شتى فى بعض مغازيه ، فالح عليه المهلب وسأله ان يوجهه إلى تلك المدينة، فوجهه فى ستة آلاف - ويقال: فى أربعة آلاف - فحاصرهم، فسألوه أن يصالحهم على أن يفدوا أنفسهم فأجابهم فصالحوه على نيف وعشرين ألف ألف قحظى بذلك المهلب عند سالم(1.
~~وفيها عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وولاها الوليد بن عتبة بن أبى سفيان .
~~وحج بالناس فى هذه السنة الوليد بن عتبة .
~~وكان الأمير بالعراق عبيد الله بن زياد، وعلى خراسان سلم بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شريح وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة3 وممن توفى من الاعيان فى هذه السنة غير الحسين ومن قتل معه : جبير بن عتيك بن قيس، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله، وشيبة بن عثمان بن أبى طلحة.
~~لم دخلت سنة اثنتين وستين وفيها قدم وفد أهل المدينة إلى الشام، وبيان ذلك : أنه لما ولى الوليد الحجاز اقام يريد غرة ابن الزبير فلا يجده إلا محترزا ممتنعا، وثار نجدة ين عامر النخعى باليمامة حين فتل الحسين، وثار ابن الزبير بالحجاز، وكان الوليد يقيض من المعرف، ويفيض معه سائر لناس، وابن الزبير واقف وأصحابه، ونجدة واقف في أصحابه ، ثم يفيض اين الزبير باصحابه ونجدة بأصحابه، وكان نجدة يلقى ابن الزبير فيكثر، حتى ظن أكثر الناس أنه سيبايعه.
~~ثم إن الزبير عمل بالمكر فى أمر الوليد فكتب إلى يزيد: إنك بعثت إلينا رجلا أخرق لا يتجه لرشد ولا يرعوى لعظة الحكيم، فلو بعثت رجلا تهل الخلق رجوت أن يسهل من الأمور ما استوعر منها، وأن يجتمع ما تفرق؛ فعزل يزيد الوليد، وولى عثمان بن محمد ابن أبى سفيان، وهو فتى غر حدث، لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن ، لا يكاد ينظر فى شيء من سلطانه ولا عمله، فبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم : عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة، وعبد الله بن أبى عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى، والمنذر ابن الزبير . . . ورجالا كثيرة من أشراف أهل المدينة، فقدموا على يزيد، فأكرمهم وأحسن ليهم وأعظم جوائزهم ، فأعطى عبد الله بن حنظلة - وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا - مائة ----
Halaman 99