قال: فلا تسر بنسائك وصبيتك؛ فإنى أخاف ما جرى لعثمان، ونساؤه وولده ينظرون البه، ولقد أقررت عينى ابن الزبير بتخليتك إياه بالحجاز، والله لو أنى أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع على وعليك الناس! أطعتنى - لفعلت .
~~ثم خرج فلقى ابن الزبير، فقال : قرت عينك؛ هذا حسين يخرج إلى العراق ويخليك والحجاز، ثم أنشد مرتجزا متمثلا:
يا لك من قبرة بمعمر
خلا لك الجو فبيضى واصفرى
ونقري ما شئت أن تنقري وكتب عبيد الله إلى يزيد : أما بعد، فالحمد لله الذى أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مثونة عدوه، إن مسلم بن عقيل لجأ إلى دار هانى بن عروة فكدتهما حتى استخرجتهما، وضربت أعناقهما، وقد بعثت برأسيهما. فكتب إليه يزيد: إنك على ما أحب؛ عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع، وقد بلغنى أن الحسين قد توجه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح واحترس واجلس على الظنة ، وخذ على التهمة ، غير ألا تقتل إلا من قاتلك، واكتب إلي فى كل ما يحدث من خير إن شاء الله.
~~قال علماء السير : لما علم الحسين بما جرى لمسلم بن عقيل هم أن يرجع؛ فقال أخو مسلم : والله لا ترجع حتى نصيب بثارنا، فقال الحسين : لا خير فى الحياة بعدكم! فسار، قلقيته أوائل خيل عبيد الله، فنزل كربلاء، فضرب أبنيته، وكان أصحابه خمسة وأربعين قارسا ومائة راجل وحج بالناس فى هذه السنة عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق، وكان العامل على مكة والمدينة، وكان على الكوفة والبصرة عبيد الله بن زياد، وعلى خراسان عيد الرحمن بن زياد، وعلى قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة هشام بن هبيرة.
~~وتوفى في هذه السنة من الأعيان : بلال بن الحارث أبو عبد الرحمن، وخراش بن أمية ابن ربيعة أبو نضلة، وصفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعى أبو عمرو ، وعبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولانى لم دخلت سنة إحدى وستين وفيها قتل الحسين - رضى الله عنه - بكربلاء، قتله سنان بن أنس النخعى لعنه الله .
~~وقتل معه من آله ومواليه وأنصاره : العباس بن على وأمه أم البنين بنت حزام، قتله زيد ----
Halaman 97