يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة، فلم يفعل وقال : ليس بيننا غير الحرب ، فبعث إليه على شريح بن هانئ في سبعماثة، فحمل الخوارج على شريح وأصحابه فانكشفوا، وبقى شريح فى مائتين فانحاز في قرية ، فتراجع إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الكوفة ، فخرج على بنفسه وقدم بين يديه جارية بن قدامة السعدى ، فدعاهم جارية إلى طاعة على ، وحذرهم القتل، فلم يجيبوا ولحقهم على أيضا فدعاهم، فأبوا عليه وعلى أصحابه ، فقتلهم أصحاب على، ولم يسلم منهم غير خمسين رجلا استأمنوا فأمنهم، وكان فى الخوارج أربعون رجلا جرحى، فأمر على بادخالهم الكوفة ومداواتهم حتى برئوا، وكان قتلهم فى شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين، وكانوا من أشجع من قاتل من الخوارج ولجرأتهم قاربوا الكوفة (1) وحج بالناس فى هذه السنة قثم بن العباس من قبل على ، وكان عامله على مكة ، وكان على اليمن عبيد الله بن عباس ، وعلى البصرة عبد الله بن عباس ، وعلى خراسان خليد بن قرة اليربوعى، وقيل : كان ابن أبزى، وأما الشام ومصر فكان بهما معاوية وعماله .
~~و توفي في هذه السنة من الأعيان : أسماء ينت عميس، وسهل بن حنيف بن واهب بن العكيم أبو سعد، وصهيب بن سنان بن مالك أبو يحيى، وصفوان بن بيضا أخو سهيل، ومحمد بن أبى بكر م دخلت سنة تسع وثلائين وفيها فرق معاوية جنوده في أطراف على رضى الله عنه، فمن ذلك : أنه وجه النعمان بن بشير فى ألفى رجل إلى عين التمر ، وكان بها مالك بن كعب مسلحة لعلى في ألف رجل، فأذن لهم على فأتوا الكوفة وأتاه النعمان، ولم يبق معه إلا مائة رجل، فكتب مالك إلى على يخبره بأمر النعمان ومن معه؛ فخطب على بالناس وأمرهم بالخروج فثاقلوا، فقال : يا أهل الكوفة، كلما سمعتم بجيش من جيوش الشام أظلكم انجحر كل امرئ منكم فى بيته انجحار الضب فى جحره، والضبع فى وجارها، المغرور والله من غررتموه، ولمن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب ، لا أحرار عند النداء ولا خوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا منيت به منكم ؟! وواقع مالك ----
Halaman 75