338

وعشرون فرسا وثلاثة آلاف دينار للدويدار «الكاتب» (1) وهكذا تنعكس الآية في مثل هذه المناسبات ويصبح الحجاز الفقيز الى ما يقيم اوده ويشبع اهله يقدم الهدايا في ارقام بليغة الى البيوت الملكية في البلاد الغنية ويترك بلاده في حاجة الى كل قرش من هذه الارقام تصرفه في مرافقها العامة وتغني به عوز فقرائها ممن تركوا يحترفون الصدقات.

وفي عام 918 أرسل السلطان الغوري يدعو بركات لزيارة مصر فاعتذر بكبر سنه واوفد اليه ابنه محمدا أبا نمي الثاني في جماعة من علماء مكة كان بينهم قاضياها صلاح الدين بن ظهيرة القرشي ونجم الدين بن يعقوب المالكي وكانت سن أبي نمي اذ ذاك لا تتجاوز الثامنة وقد قوبل بحفاوة عظيمة وابدى أبو نمي من ذكائه ما اعجب به السلطان الغورى.

وقبل الغوري يد أبي نمي أول ما قابله ثم كتب له مرسوما يخوله حق الشركة مع ابيه في امارة مكة (2).

** قتال البرتغال :

وفي هذا العهد كانت هجمات البرتغال على بلاد الهند قد اشتد اوارها وامتدت الى البحر الاحمر فارسل الغوري جيشا من الترك والمغاربة الى جدة ليدفعوا عنها وجعل رياسة الجيش الى حسين الكردي الذي بنى سورها وشيد فوقه أبراجا للدفاع ، كما ارسلوا قوة بحرية الى جزيرة «كمران» (3) فاتخذتها قاعدة للانطلاق وحماية بلاد العرب.

وكان الكردي شديد الوطأة فقد فرض على عامة الاهالي والتجار حمل الطين

Halaman 360