Sejarah Falsafah Secara Global
تاريخ الفلسفة بنظرة عالمية: آخر نص كتبه الفيلسوف كارل ياسبرز
Genre-genre
إن الحد الذي يميز الفهم يتمثل في أنه لا يكون تأملا موضوعيا خالصا إلا في مرحلة انتقالية عابرة؛ فأنا في النهاية لا أفهم إلا إذا كنت قادرا على أن أكون أنا نفسي، كما أنني لا أتقدم في الفهم إلا إذا حولته إلى فعل باطن، إلى استيعاب، وحركة وحركة أخرى مضادة، وأزمات يتولد عنها وجودي الحميم. (ج)
إن الفهم من خلال التواصل يعني في الوقت نفسه أنه صراع، وهو صراع من نوع خاص، لا من أجل القوة، بحيث ينتصر طرف على طرف ، بل من أجل الحقيقة التي يكتشف فيها الطرفان نفسيهما.
والجدال خاصية أساسية من خصائص التواصل الفلسفي، ولكن الجدال المنحرف أو المجادلة هي التي تصر على أن تنتصر، وأن يكون معها الحق، وأن تستبعد الطرف الآخر وتجعله نسيا منسيا ... إلخ . وهي تلجأ في سبيل ذلك إلى تطبيق مناهج نفسية وحيل تقنية معينة، وكلما وجدنا الجدال يساء استخدامه بهذا المعنى في تاريخ الفلسفة كان ذلك دليلا على أن هذا التاريخ قد جانب الحقيقة، غير أن التواصل مع تفكير آخر مختلف يتخذ شكل الصراع، والتساؤل، والاعتراض، والدحض، كما يدفعه إلى أن يضع نفسه موضع السؤال وينصت بأمانة لما يدور في نفسه.
وهكذا تستقر سكينة الحقيقة وصفاؤها في هذا الصراع الأخوي الفياض بالحب، ويعمل الجدال على تدعيم أواصر المشاركة الروحية الباقية. (د)
إن التواصل العالمي يعمل بصفة أساسية على توسيع أفق الوجود الإنساني عن طريق الاستيعاب المتبادل بحيث يكسب طرفا الحوار ويزدادان ثراء، وهو يفتح لهما الطريق إلى أعماق الوضع الإنساني، ويثبت في الوقت نفسه انتماءهما إلى جذور التاريخ العالمي. ولهذا تدل المشاركة في التاريخ العالمي على تفتح إمكانات الإنسان من هذا الأساس التاريخي هنا والآن، في هذا الموقف وهذا الزمان. (د) العالمية هي الطريق المؤدية إلى الكلية
تقوم التاريخية الخاصة على أساس تاريخية الكل: (أ)
ينبغي التفرقة بين العالمية المشتركة بين الجميع، والكل التاريخي الواحد الذي يشارك فيه كل منا؛ فالمعرفة الدقيقة الملزمة، وبعض القوانين والمطالب الأخلاقية، والقدرة على التفاهم المتبادل - أيا كان نوعه وكانت حدوده - كلها أمور عالمية. أما صور الإيمان وأساليبه، وفعل العلو، ورؤية ماهيات الموجودات، فلا تتحقق إلا في الكل التاريخي أو من خلال التاريخ في كليته.
وينبغي أن يكون تاريخ الفلسفة عالميا؛ أن يجذب إلى دائرته أغرب الأشياء وأبعدها عنا، أن يقترب من صميم الكل وأساسه، ويلمس ذلك الذي يربط كل إنسان بكل إنسان - وليس هذا الرباط مجرد وسط أو مجال عام يجمع بينهم، وإنما هو ذلك الذي ينشئ العلاقة بين جميع الأفكار ويجعلها تتبادل التأثير والتأثر بصورة حية مباشرة.
إننا نحس بهذا الكل الشامل ينبثق أمامنا كلما استمعنا إلى شيء يكلمنا بصوت يختلف عن صوت «العام» وحده ويزيد عليه، وكذلك نحس بأننا ننجذب - بفضل فكرة التواصل العالمي الممكن، وارتباط جميع العبارات بعضها ببعض - نحو الحضور الأبدي الذي يحتفظ بوحدته على الرغم من تغير الظواهر وتشتتها. بذلك نجرب الوحدة التي هي أصل الكل وهدفه، وهي وحدة المتعالي التي تتخطى كل وسائط التعبير العالمي ووحدة تاريخية العالم والوجود الإنساني.
ومن الخطأ الظن بأن هذه الوحدة يمكن أن توجد في عالمية الوعي بوجه عام، أو في فكرة روح كلي تعبر الحضارات عن بنيته «هيجل» ويحتل فيه كل شيء مكانه العضوي، وكأن التاريخية بما هي كذلك ليست إلا عنصرا يدخل في تكوين الكل ويمكن معرفته عن طريق هذا الكل المعروف من قبل. (ب)
Halaman tidak diketahui