فتطلع الأسقف فلم ير الناسك، فاستغرب الأمر وسأل الكهنة فلم يفده أحد منهم.
أما أبيليوس فأخذ يتهكم ويقول: لا أدري أية ثقة تضعونها في ذلك الرجل الهارب الذي يطوف في المعمور مموها على عقول الناس ساعيا إلى استمالتهم بخزعبلاته وتدجيله! ...
وفي الغد امتثل سيراب الناسك أمام الأسقف شاحب الوجه، وقال له: أبتاه، لقد احتقروا أوامرك، فأنا لا أود أن أتهم إخوتي، ولكن أرى من الضروري أن تأتي بأبيليوس وتمتحنه.
كان أبيليوس قد اختفى، فكابد الباحثون عنه أتعابا شديدة في إحضاره.
عرف الأسقف أن أبيليوس لم يخبر المرضى أية نعمة يحرزونها إذا هم حضروا إلى الكنيسة، وأنه أعلن فقط لبعض الفقراء عن إحسان يوزع عليهم أمام باب المعبد.
تقدم أبيليوس وأخذ يتهكم عليه ويهينه ...
وإذ هو على هذه الحالة شحب وجهه واضطربت أعضاؤه، وظهر ملاك في يده سيف من نار.
فنهض الأسقف عن عرشه، وتوسل إلى الملاك أن يسكن غضبه، واعدا إياه بأن يتمم مشيئة الله.
ثم التفت إلى أبيليوس، وأمره بأن ينزوي في دير بعيد حيث يكفر عن ذنبه حتى آخر ساعة من حياته.
عند هذا انتشر الخبر في المدينة، فشك البعض وآمن البعض الآخر، وما عتم الأمر أن أسرعت الجماهير الغفيرة إلى الكنيسة بينهم المؤمن والملحد والمريض والكسيح والبائس والغني.
Halaman tidak diketahui