Pembersihan Al-Quran dari Fitnahan
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genre-genre
وربما قيل في قوله تعالى (ومن الناس من يعبد الله على حرف) ما المفهوم من ذلك ولا يعرف ذلك في اللغة؟ وجوابنا أن المنافق يظهر العباد ويبطن خلافها فشبه تعالى ظاهر أمره بحرف لأن الحرف هو طرف الشيء والمرء يحتاج في العبادة أن يظهر باطنا وظاهرا فلما أظهر المنافق ذلك من أحد الوجهين وصفه تعالى بذلك ولذلك قال بعده (فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر) (الدنيا والآخرة) وهذا الجنس من التشبيه يبلغ من الفصاحة ما لا تبلغه حقائق الكلام ولذلك قال تعالى (يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه) فبين أنه يعبد الاصنام وبين أن ضرر ذلك أقرب من نفعه وكل ذلك يحقق أن العبادة من فعل العبد وقوله تعالى (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء) يدل على ان العبد هو الفاعل لأنه إذا خلق فيه كل أفعاله فأي فائدة في النصرة.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وأن الله يهدي من يريد) ان ذلك يدل على أنه يهدي قوما دون قوم بخلاف قولكم ان الهدى عام.
وجوابنا ان المراد يكلف من يريد لأن في الناس من لا يبلغه حد التكليف أو يحتمل ان يريد الهداية إلى الثواب لأنها خاصة في المطيعين دون العصاة ورغب تعالى المؤمن في تحمل المشاق واحتمال ما يناله من المبطلين بقوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) فبين حسن عاقبة المؤمن عند الفضل ليكون في الدنيا وإن لحقه الذل صابرا وعلى هذا الوجه قال صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.
[مسألة]
Halaman 271