Pembersihan Al-Quran dari Fitnahan
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genre-genre
وربما قيل في قوله تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) أليس ذلك متناقضا؟ وجوابنا أن المراد أنهم قد بلغوا في التحير إلى حد السكران وإن لم يكن هناك سكر ويحتمل أنهم سكارى من الخوف والحيرة وما هم بسكارى من الخمر ومثل ذلك يدخل في نهاية الفصاحة فكيف يعد مناقضا وقد يقبل المرء على من لحقه الدهش والحيرة فيقول مثل ذلك فلذلك قال بعده (ولكن عذاب الله شديد) فنبه على انه وصفهم بذلك لخوفهم من هذا العذاب وقوله تعالى بعد ذلك (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم) يدل على أن معرفة الله تعالى مكتسبة وأن من لا علم له لا يحل ان يجادل بل الواجب أن ينظر ويتعلم وفيه دلالة على بطلان التقليد وقوله (ويتبع كل شيطان مريد) يدل على أن هذا الاتباع فعله ولذلك ذمه عليه وقوله (كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه) المراد به يصرفه عن طريق الجنة ولذلك قال (ويهديه إلى عذاب السعير) ونبه تعالى على قدرته على الاعادة بقوله (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة) فدل بخلقه الانسان على هذا الترتيب وبقدرته عليه على جواز الاعادة ودل أيضا بقوله (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت) على مثل ذلك ثم حقق ذلك بقوله تعالى (ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيء قدير) ما قدمت من قدرته على الاعادة ومعنى ذلك أن إلهيته ووحدانيته هي الحق فوصف بذلك نفسه وأراد ما ذكرنا وذلك مجاز لأن الحق هو عبارة عن صحة الامور التي يعتقدها المحق ولذلك اتبعه بقوله (وأن الساعة آتية لا ريب فيها) فبطل بذلك ما كان عليه فرقة من العرب من إنكار الاعادة كما وصفهم بقوله تعالى (قال من يحي العظام وهي رميم).
[مسألة]
Halaman 270