Pembersihan Para Nabi
تنزيه الأنبياء
فأما قول النظام
إن هذا أول ما حقدته الشراة عليه فباطل لأن الشراة ما شكوا قط فيه (ع) ولا ارتابوا بشيء من أفعاله قبل التحكيم الذي منه دخلت الشبهة عليهم وكيف يكون ذلك وهم الناصرون له بصفين والمجاهدون بين أيديه والسافكون دماءهم تحت رايته وحرب صفين كانت بعد الجمل بمدة طويلة فكيف يدعي أن الشك منهم في أمره كان ابتداؤه في حرب الجمل لو لا ضعف البصائر مسألة فإن قيل فما الوجه فيما
ذكره النظام من أن ابن جرموز لما أتى أمير المؤمنين (ع) برأس الزبير وقد قتله بوادي السباع قال أمير المؤمنين (ع) والله ما كان ابن صفية بجبان ولا لئيم لكن الحين ومصارع السوء فقال له ابن جرموز الجائزة يا أمير المؤمنين فقال (ع) سمعت النبي (ص) يقول بشر قاتل ابن صفية بالنار
فخرج ابن جرموز هو يقول شعرا
أتيت عليا برأس الزبير
وكنت أرجو به الزلفة
فبشر بالنار قبل العيان
فبئس البشارة والتحفة
فقلت له إن قتل الزبير
لو لا رضاك من الكلفة
فإن ترض ذاك فمنك الرضا
وإلا فدونك لي حلفة
ورب المحلين والمحرمين
ورب الجماعة والألفة
لسيان عندي قتل الزبير
وضرطة عنز بذي الجحفة
قال النظام وقد كان يجب على علي (ع) أن يقيده بالزبير وكان يجب على الزبير أن بان له أنه على خطاء أن يلحق بعلي (ع) فيجاهد معه الجواب أنه لا شبهة في أن الواجب على الزبير أن يعدل إلى أمير المؤمنين (ع) وينحاز إليه ويبذل نصرته لا سيما إذا كان رجوعه على طريق التوبة والإنابة ومن أظهر ما أظهر من المباينة والمحاربة إذا تاب وتبين خطاؤه يجب عليه أن يظهر ضد ما كان أظهره لا سيما وأمير المؤمنين (ع) في تلك الحال مصاف لعدوه ومحتاج إلى نصرة من هو دون الزبير في الشجاعة والنجدة وليس هذا موضع استقصاء ما يتصل بهذا
Halaman 158