156

الصواب

والذي تظاهرت به الروايات ونقله أهل السير في هذا الباب من طرق مختلفة أن أمير المؤمنين (ع) لما خطب بالبصرة وأجاب عن مسائل شتى سئل عنها وأخبر بملاحم وأشياء تكون بالبصرة قام إليه عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن الناس يكثرون في أمر الفيء ويقولون من قاتلنا فهو وماله وولده في النار وقام رجل من بكر بن وائل يقال له عباد بن قيس فقال يا أمير المؤمنين والله ما قسمت بالسوية ولا عدلت في الرعية فقال (ع) ولم ذلك ويحك؟ قال لأنك قسمت ما في العسكر وتركت الأموال والنساء والذرية فقال أمير المؤمنين (ع) يا أيها الناس من كانت به جراحة فيداوها بالسمن فقال عباد بن قيس جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهات فقال عليه الصلاة والسلام إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى يدركك غلام ثقيف فقال رجل يا أمير المؤمنين ومن غلام ثقيف فقال رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها قال له الرجل أيموت أو يقتل؟ فقال أمير المؤمنين (ع) بل يقصمه قاصم الجبارين يخترق سريره لكثرة ما يحدث من بطنه يا أخا بكر أنت امرؤ ضعيف الرأي أما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير وأن الأموال كانت بينهم قبل الفرقة يقسم ما حواه عسكرهم وما كان في دورهم فهو ميراث لذريتهم فإن عدى علينا أحد أخذناه بذنبه وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره يا أخا بكر والله لقد حكمت فيكم بحكم رسول الله (ص) في أهل مكة قسم ما حواه العسكر ولم يعرض لما سوى ذلك وإنما اقتفينا أثره حذو النعل بالنعل يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها ودار الهجرة محرم ما فيها إلا يحق مهلا مهلا رحمكم الله فإن أنتم أنكرتم ذلك علي فأيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه قالوا يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا وعلمت وجهلنا أصاب الله بك الرشاد والسداد.

Halaman 157