* * * وفي " ص ١١٤ س ٦ " وأنشد أبو علي ﵀:
قرِيبٌ ثَراهُ لا ينال عَدُوُّه ... له نَبَطًا عندَ الهَوَانِ قَطُوبُ
هذا البيت لكعب بن سعد الغنوي. وقد أنشد أبو علي ﵀ القصيدة بكمالها بعد هذا؛ وروايته في هذا محالة مردودة. والصحيح: " ... آبى الهوان قطوب " لأنه إذا قال عند الهوان قطوب قد أثبت أنه مهان مدال؛ وأنه يقطِّب عند نزول ذلك به. وهم يقولون في مديح الرجل: هو " آبي الضيم " و" آبى الهوان "، ولذلك قالوا: " رجل أبيٌّ "، وقال معبد بن علقمة:
فَقُل لِزُهَيرٍ إن شَتَمْتَ سَرَاتنا ... فَلسْنا بشَتَّامِين للمُتَشَمتَّمِ
ولكنّنا نأبىَ الظلامَ ونَعتَصِي ... بكُلِّ رقِيق الشَّفَرَتينِ مُصَمِّمِ
وتَجهَلُ أَيدِينَا ويَحلمُ رأيُنا ... ونَشتِمُ بالأفعالِ لا بالتَّكلُّمِ
* * * وفي " ص ١١٦ س ١١ " وأنشد أبو علي ﵀ غير منسوب في خبر ذكره عن الأصمعي ﵀:
أحَقًاّ عبادَ الله أن لَسْتُ ناظِرًا ... إلى قَرْقَرَي يَوْمًا وأعلامِها الغُبْرِ
كأنَّ فؤادِي كلما مرَّ راكبٌ ... جَنَاحُ غُرابٍ رام نَهْضًا إلى وَكْرِ
إذا ارْتَحَلَتْ نحوَ اليمامة رُفْقَةٌ ... دعاك الهوى واهتاجَ قَلْبُك للذِّكْرِ
فيا راكبَ الوَجْناء أُبْتَ مُسَلَّمًا ... ولا زِلْتَ من رَيْب الحوادث في سِتْرِ
1 / 45