249

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل أما الأول وهو أن يكون الدليل على هذه الصفة أثرها، فلا يعقل لها أثر إلا هذه الحروف والأصوات، كما زعموا أنها دلالة عليها. فنقول: ليس يعقل تأثير هذه الصفة في هذه الحروف إلا بطريقة الوجوب، فذلك الايجاب إما أن يكون بشرط أو لا بشرط، فإن كان لا بشرط وجب حصولها في الأزل، ولا شك في حدوثها، وإن كان بشرط فالشرط إما أن يكون قديما أو حادثا، فإن كان قديما لزم حصولها فيما لا أول له، وإن كان محدثا فلا شرط يعقل هناك محدث يقف عليه صدور هذه الحروف، فيجب آن يكون باطلا.

وأما الثاني وهو أن يكون الدليل على هذه الصفة ما يؤثر فيها، فلا يعقل هناك إلا أحد أمرين إما أن يقال: إن ذاتا قديمة غير ذاته تعالى أثرت له فيها. فهم لا يقولون به، وهو أيضا لا يعقل. وإما أن يقال: إن ذات القديم تعالى أثرت له في حصول هذه الصفة. وهذا باطل أيضا، لا تقولون به، ولأنها عندهم قديمة. والثالث أيضا باطل، وهو أن يقال: إن هذه الصفة وهذه الحروف صدرا عن مؤثر واحد وهو ذات القديم تعالى؛ لأن هذا يوجب عليهم حصول هذه الأحرف والأصوات فيما لا أول له، وهو فاسد. فثبت أنه لا دليل لهم على هذه الحالة.

وأما أن ما لا دليل عليه وجب نفيه؛ فلأن تجويز ذلك يفتح كل جهالة، ويقضي بفساد العلوم الضرورية والنظرية، فيجب أن يكون باطلا، فهذا منتهى هذه الطريقة، وقد عرفت مافيها.

المسلك الثاني لو كان المتكلم بكونه متكلما حال زائدة على وجود الكلام من جهته لصح أن يعقل كونه متكلما من دون وجود الكلام، وأن يعقل وجود الكلام من جهته ثم لا يكون متكلما؛ لأن هذا هو الأصل في كل أمرين ليس بينهما علقة من وجه، فلما علمنا تعذر ذلك وأنه يستحيل تعقل كونه متكلما من دون وجود الكلام من جهته وأن يعقل وجود الكلام

Halaman 249