250

Nasib yang Beruntung dari para Pembesar Sa'id

الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد

Editor

سعد محمد حسن

Penerbit

الدار المصرية للتأليف والنشر

Genre-genre

وتقلّب فى الخدم الدّيوانية بقوص، فكان مشارفا ثمّ صاحب ديوان، ثمّ ناظرا، وبنى بها مدرسة، ثمّ صار ناظرا بمصر، ثمّ ولّاه السّلطان الملك المنصور الوزارة، فأقام مدّة لطيفة [وتوفّى] ويقال إنّ الشّجاعىّ (^١) أعطى لغلامه ألف دينار، وأنّه دسّ عليه سمّا فقتله.
وكان يحبّ القرآن والحديث، رأيت بخطّه «ربعة (^٢)» بقوص، وكان محبّا فى العلم وأهله، ولمّا كان ناظرا حصل بينه وبين أبى طالب ابن النابلسىّ صورة (^٣)، فنظم الكمال محمد بن بشائر القوصىّ (^٤) الإخميمىّ بيتين وهما:
أبا طالب ما أنت قرن لحمزة … لأنّكما فى الدّين مختلفان
دعاك النبىّ الهاشمىّ فلم تجب … وحمزة لبّاه بكلّ لسان
/ وكان بينه وبين الشّجاعىّ صورة، فلمّا مات طلب أصحابه ومعارفه بكلّ مكان ونادى عليهم بالمشاعلىّ (^٥).
وكان ممّن يصحبه شرف الدّين محمد (^٦) النّصيبىّ الأديب، فهرب مدّة ونظم هذه الأبيات وأرسلها للشّجاعىّ، فأذن فى ظهوره وألّا يتعرّض إليه، وأوّلها:
دع عنك عذلى يا عذول فإنّ بى … من فرقة الأحباب ما يكفينى

(^١) هو علم الدين سنجر بن عبد الله الشجاعى المنصورى، كان من مماليك السلطان المنصور قلاوون، وترقى حتى ولى الوزارة فى أوائل دولة الناصر، وساءت سيرته وكثر ظلمه، فقتل عام ٦٩٣ هـ.
(^٢) الربعة فى الأصل: صندوق أجزاء المصحف؛ انظر: القاموس ٣/ ٢٦، والمقصود بها هنا قطعة من القرآن.
(^٣) أى قطيعة من: صار الحاكم الحكم: قطعه؛ انظر: الأساس ٢/ ٣١، والقاموس ٢/ ٧٣.
(^٤) فى ا: «الطوسى» وهو تحريف.
(^٥) المشاعلى وجمعه: المشاعلية: قال التاج السبكى: «وهم الذين يحملون مشعلا يقد النار بين يدى الأمراء ليلا، وإذا أمر بشنق أحد، أو تسميره أو النداء عليه، تولوا ذلك»؛ انظر: معيد النعم/ ٢٠٤.
(^٦) هو محمد بن محمد بن عيسى، وستأتى ترجمته فى الطالع.

1 / 233